19.38°القدس
19.02°رام الله
17.75°الخليل
23.56°غزة
19.38° القدس
رام الله19.02°
الخليل17.75°
غزة23.56°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: 11/14

قبل سنتين، كان مساؤنا في مثل هذا اليوم جعبريَّ الغروب، وفي اليوم التالي، طلَّت شمسُنا في "تل أبيب"، تلك المدينة الوقحة التي أقيمت على أنقاض مدينة يافا العربية الفلسطينية! يومها كان حقاً على المقاومة أن تثأر لأحد فرسانها العباقرة، وكان حقاً عليّ أن أملأ ذاك المساء النازف تغريداً فلسطينياً خالصاً لوجه الله، ثم لوجه الوطن الصبوح، حين نثرت ياسمينَ ما أُوتيت من الأفكار والكلمات على روح الجعبري، وحشوتُ قلبي العاشق لفلسطين بالبارود. بدأتْ الحرب، فكنتُ مع فتيةٍ آمنوا بربهم وزدناهم هدى، نكتبُ بيانَ الصمود والكبرياء، ونبثه نبضاً حيَّاً على الهواء مباشرة في "القناة الناطقة باسم الطائفة المنصورة"، كما يحب المجاهدون أن يطلقوا عليها.كان القليل منا يعرف من هو الجعبري، وبعد ستين دقيقة ملأ الدُّنيا وشغلَ النَّاس، وخرج الأحرار في كلِّ العالم يهتفون باسمه، وينادون رجاله بالثأر المقدس، ثم عادوا وهم يرددون العبارة الخالدة: "نأسف، قُصفت تل أبيب". لم تستغرق ترجمة هذه العبارة أكثر من ستين ثانية، حتى طافت أرجاء الوطن العربي، وأمست عشاءً فاخراً على موائد العرب الجائعين للنصر! كل شيء كان فاخراً وفريداً في تلك الأيام، صمودُنا العاقل تحت عواصف الطائرات المجنونة، قتالُنا بشرفٍ وحكمةٍ واقتدار، وموتُنا باسِمِينَ بعد أن رأينا جند الله يصفعون "إسرائيل" على وجهها القبيح. سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوما، ونحن نكتب، نقرأ، نتكلم، نناقش، نحلل، نهتف بفرح، نعلّق بحزن، نمدح المقاومة، نلعن العدو، نحذّر، نبشّر، نفضح المتآمرين، نصعد، ننتشي بإبداع المقاومة، نبارز إعلام العدو، نتلو سورة الفيل، نقرأ تفسريها على الهواء، نذكر بنهاية أبرهة الحبشي، ننشد الأشعار، نغني القصائد، نتوعد، ننتظر، نخاف أن نموت، نرجو، نجود، ثم ننتصر! "ننتصر"، تلك الكلمة التي لا يحبها أعداؤنا الذين لم يحققوا أهدافهم البربرية، ربما يسخرون منا، لكنهم يعرفون أكثر من غيرهم مواطن وجعهم الذي تسبب فيه الفلسطيني المدهش. أما خصومنا، فيشككون فينا، لماذا خضتم المعركة؟ لماذا قاتلتم ببسالة؟ لماذا تصمدون ببطولة، وتنتصرون بشرف؟! تلك هي الأسئلة الوضيعة التي تشدق بها الإخوة الأعداء آنذاك، ثم عادت من جديد بعد واحد وخمسين يوماً من الصمود!