31.12°القدس
30.88°رام الله
29.97°الخليل
32.43°غزة
31.12° القدس
رام الله30.88°
الخليل29.97°
غزة32.43°
الإثنين 07 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.35

خبر: الشهيد العكاري..حامل القرآن وعاشق الأقصى

في الغرفة التي شهدت آخر لقاء جمعهما، آثرت أميرة العكاري الجلوس لتروي لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"،[/color] جانبًا لا يعلمه كثير من الناس عن حياة زوجها الشهيد إبراهيم العكاري ، منفذ عملية الدهس في حي الشيخ جراح بمدينة القدس قبل نحو أسبوع . لم تلاحظ زوجة الشهيد أي شيء غريب على زوجها قُبيل تنفيذ العملية ، فقد أمّ المصلين في صلاة الفجر ، لكنّه لم يصحب معه كالعادة ابنيه حمزة وأنس لبرودة الطقس، و عاد للبيت ليوقظهم لأداء الصلاة . تواصل أم حمزة حديثها وهي تحبس دموعها فتقول : استيقظ إبراهيم على خبر اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين وعناصر شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى ، ودخولهم بأحذيتهم إلى المصلى القبلي وإلقاء قنابل الصوت والغاز في محرابه ، والاعتداء على المصلين والمرابطين بداخله . وتضيف قائلة : لقد شعر زوجي باستفزاز كبير مما شاهده ، وخصوصاً عندما سمع صوت إحدى المرابطات وهي تُكبر في وجه ضباط الاحتلال ، وتصيح ( أين أنتم يا عرب )، عندها ارتدى ملابسه وصلّى صلاة الظهر ثم استقل سيارته متجها إلى مدينة القدس . بعد ربع ساعة من مغادرة الشهيد لبيته ،وفي تمام الساعة الثانية عشرة إلا ربعا ، انتشر الخبر عن عملية دهس فدائية قُرب محطة للقطار الخفيف بحيّ الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة ، أسفرت عن مقتل مجندين في جيش الاحتلال وإصابة ثلاثة عشر آخرين ، وأن المنفذ من مخيم شعفاط . تقول زوجة الشهيد : لم أتفاجئ أن يكون زوجي هو المنفذ . وعن علاقة الشهيد بالمسجد الأقصى تقول زوجته : كان متعلقا بالأقصى لأبعد الحدود ، فقد كان يتواجد في الأقصى كلما سمحت الظروف بذلك ، خصوصا في العطلة الصيفية للمدارس ، حيث كان يصطحب أبناءه معه إلى الأقصى للصلاة والرباط فيه . وضع الشهيد العكاري هدفا في حياته ، وهو حفظ كتاب الله غيبا ، وقد عمل بكل جهده لتحقيق ذلك الهدف ، مبتغيا بذلك رضا الله سبحانه وتعالى . فكان يحفظ يوميا صفحتين من القرآن الكريم ، فيستيقظ عند منتصف الليل ويبدأ بالحفظ حتى صلاة الفجر ، ويراجع ما حفظه في الصلاة ، وقد خصص الشهيد جلسات مع أبناءه لتدارس آيات القرآن وشرحها وتفسيرها ، وكانت آخر جلسة قبل أيام من استشهاده ، حيث أتم حفظ خمسة عشر جزءا من القرآن الكريم . ولم يكتف الشهيد بالحفظ ، بل اهتم أيضا بالقرآت وأحكام التجويد ، فأنشأ علاقة قوية مع إمام المسجد الأقصى المبارك فضيلة الشيخ سعيد القلقيلي والذي يتقن القرآت العشر ،فتابع مع الشيخ برنامجا لحفظ وتجويد القرآن عن بُعد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، وعند نهاية كل مرحلة من مراحل الحفظ كان الشهيد يسافر من مخيم شعفاط لقراءة ما حفظ على شيخه في جامعة النجاح بمدينة نابلس . ومن الجدير بالذكر أن الشهيد إبراهيم هو الشقيق الأصغر موسى العكاري الذي تحرر في صفقة وفاء الأحرار بعد أن أمضى في السجن تسعة عشر عاما ، وكان محكوما بالسجن المؤبد لمشاركته في أسر الجندي الإسرائيلي "نسيم طوليدانو" في ضواحي القدس قبل نحو عشرين عاما على يد خلية تابعة لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس.