19.68°القدس
19.41°رام الله
18.3°الخليل
25.46°غزة
19.68° القدس
رام الله19.41°
الخليل18.3°
غزة25.46°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: عائلة "التلولي".. ألوانُ الفقرِ وصنوفُ الداءِ‎

كانتْ فِي فناءِ المدرسةِ تلعبُ وتلهُو بينَ رفيقاتِها، بكلِّ همةٍ ونشاطٍ، تتنقّلُ بينَ جنباتِها حَامِلةً كتابَها المدرسيَ، وفجأةً شعرتْ بالدوارِ وسقطتْ أرضاً وسقطَ كتابُها أيضاً، وبسرعةٍ اجتمعَ عليها زَميلاتُها، وحملُوها إلىَ مكانٍ آمن، وطلبتْ إدارةُ المدرسةِ سيارةَ الإسعافِ، لتحضرَ فوراً إلى المدرسة وتنقِلُها إلى المستشفى. اتصلتْ إدارةُ المدرسةِ بالأهلِ الذينَ حضرُوا على الفورِ إلى المستشفى كعادِتهم فِي كل مرةٍ، لأن ابنتَهم مصابةٌ بداء "السكري" وقد ارتفعَ بصورةٍ كبيرةٍ ممّا أدّى لسقوطِها على الأرضِ. وعندمَا حضرَ الأهل إلى المستشفى، بادرتهم "شيماء" ابنة الــ "12 عاماً" بالسؤالِ: أينَ أُمّي؟ فأجابَ الأخُ الأكبرُ نادر "23 عاماً": أمّي في المستشفى يا شيماء، فلقد ذهبت مع أخيك خضر لكي تغسلَ كليتيها بشكلٍ معتاد! [title]ألوانُ العذابِ وصنوفُ الألم [/title] فِي مُخيّم السلاطين شمالَ قطاع غزّة، تقطنُ عائلةُ "التلولي" ببيتٍ بالإيجارِ وجدرانُ البيتِ وفناؤه يرويان حكايةَ المعاناةِ والألمِ والفقرِ الذين أصابُوا العائلةَ بكل شدةٍ وبدون رحمةٍ، فصُبَ عليهمُ ألوانُ العذابِ وصنوفُ الأحزانِ، في ظِل بطالةِ الأبِ وعجزهِ عن توفيرِ أدنى احتياجاتِ الأسرةِ من مسكنٍ وطعامٍ ودواء. واضعاً يديه على خدّيه، وعلاماتُ البؤسِ والحسرةِ بادية على وجهه "نعيشُ أوضاعاً صعبةً للغايةِ، فأنا أبٌ لخمس إناثٍ وذكرين، وعاجزٌ عن توفيرِ الحاجاتِ الأساسيةِ في المنزل، وغير قادرٍ على توفيرِ المأكلِ والملبسِ والدواءِ للمرضى في البيتِ" بهذهِ الكلماتِ بدأَ حسن التلولي "49 عاماً" حديثه لـــ[color=red] "فلسطين الآن". [/color] ويروِي الأبُ المسكينُ العذاباتِ التي تعيشُها أسرته فيقول: " أنا عاطلٌ عن العملِ منذ سنواتِ بسبب الحصارِ المطبقِ على قطاعِ غزة، وعدم توفر أدنى فرصة عملٍ لديَ، وليس لدينا مصدر دخلٍ، وأطفالي الصغار يتضورون جوعاً، ويموتون في اليومِ عشراتِ المراتِ حسرةً وألماً. ويعيشُ قرابة مليوني فلسطيني في قطاعِ غزة تحت وطأة الحصارِ الإسرائيلي الظالم، الذي حرمهم من أبسط الاحتياجات الأساسية لأهالي قطاع غزة، وما زال مستمراً منذ أكثر من سبع سنواتٍ. [title]الهرب من أسئلة الصغار [/title] ويواصل روايةَ معاناته: " أحاولُ الهربَ من أطفالِي الصغار الذينَ يوجَهون إليّ أسئلةً، ربما الموتُ أرحم منها" .. " أبي نريدُ مصروفاً للمدرسةً ولو مرة في الأسبوع!!" .. " أبي نريدُ ملابساً للشتاءِ، نريدُ أن نأكل أكلة جيدة ولو مرة في الشهر!!" تتنقلُ الأمُ منى التلولي "42عاماً" بين أفنيةِ المنزلِ بكلِ صعوبةٍ وألم، فلقد أصيبت منذُ سنواتٍ طويلةٍ بالفشلِ الكلويّ، وتحتاجُ لغسل كليتيها مرتين في الأسبوعِ. تحاولُ أن تُخفِي الدموعَ عن أطفالِها وزوجِها وأبنائها الكبار، ولكنَ كثيراً ما تخونُها الدّموع، فتقُول: "بحجمِ الألمِ الكبيرِ الذي عششّ في صدري وقلبي والتفكير الطويل الذي أرّق منامي، بل لا يتركني في أحلامي، فمهما حاولتُ أن أخفي دموعي وأحزاني فأعجزُ عن ذلك، فلقد وصل بي الألم إلى حد الطفح! واضعةً يديها على بطنِها من شدةِ الألمِ، فتقول:" إنني أموتُ عشراتِ المرات، فأنا أحتاجُ لغسل كليتي مرتين في الأسبوعِ، ولا أجدُ ثمنَ المواصلاتِ عندما أذهب إلى المستشفى، فعائلتنا تعيشُ في ضيقٍ شديدِ، وفقرٍ كبير. منزلُ عائلة "التلولي" خالٍ من أبسط مقوماتِ الحياةِ الكريمةِ، وتزدادُ المعاناةً في كل يومٍ عن سابِقه، وبحاجةٍ إلى مساعدةٍ عاجلةٍ من المسئولين والمعنيين وأصحابِ اليد الرحيمة وأهلِ الخير، ليرسموا البسمةَ على شفاهِ الأطفالِ، ويخففوا بعضاً من آلام العائلة، ويضمّدُوا جراحَها الغائرة. ناريمان "20 عاماً" طالبة جامعية تدرسُ في كلية العلوم التطبيقية وقد توقفت عن الدراسة بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي تحياه العائلةُ، فتقول لــ "فلسطين الآن": صحيحٌ أننّي أحلمُ بأن أواصلَ تعليمي الجامعي وأحمل شهادةَ التخرج وأعيش لحظاتِ السّعادة، ولكن ليسَ على حسابِ آلام أمّي وأبي وأختي شيماء التي تعاني من داء "السكري" الخطير. وتناشدُ ناريمان عبر [color=red]"فلسطين الآن"[/color] المسئولين والمؤسسات الإنسانية بالنظرِ إلى وضعِهم المعيشي الخطيرِ وتقديم يدِ العون والمساعدةِ لهم. عائلة التلولي حالها كحال كثيرٍ من الأسرِ الفلسطينيةِ التي تعيشُ قطاع غزة، وتعيش أوضاعاً معيشيةً صعبةَ للغاية، فمن يرسمُ البسمةَ على شفاه أطفالِها الصغار الذين يحلمون بمصروفٍ مدرسي بسيط وحياةٍ كريمة بسيطة، ومن يمسحْ دموعَ الأمَ المسكينة، ومن يخفف جراح الأبِ المكلوم، وعذابات الطفلة شيماء المريضة. لمساعدة العائلة الرجاء التواصل مع [color=red]"فلسطين الآن" [/color]..