19.68°القدس
19.41°رام الله
18.3°الخليل
25.46°غزة
19.68° القدس
رام الله19.41°
الخليل18.3°
غزة25.46°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: تحليل: عمليات الضفة تظهر عجز الاحتلال وفشل التنسيق الأمني

"الكبار يموتون والصغار ينسون" هذا ما قاله "ديفيد بن غوريون" أول رئيس وزراء للاحتلال الإسرائيلي، لكن الناظر إلى حال المقدسيين يجد أن هذه العبارات أصبحت شيئاً من الخيال أمام غضبهم المتصاعد وعملياتهم البطولية في الثأر والدفاع عن القدس وتشبتهم بأرضهم. [title]عمليات من وسط القهر[/title] دفعت جريمة اختطاف وقتل الفتى المقدسي محمد أبو خضير قبل ستة أشهر، وغيرها من اعتداءات المستوطنين المتكررة في القدس ومحاولات اقتحام الأقصى والطوق العسكري المفروض هناك وتحويل المدينة المقدسة إلى ما يشبه سجن صغير إلى تزايد حالة الاحتقان وتنفيذ سلسة عمليات للرد على جرائم المستوطنين. الكاتب الفلسطيني محمد شاهين، يرى أنه رغم المحاولات الإسرائيلية المتلاحقة لقتل وترهيب وتهجير أهل القدس عن أرضهم و بيوتهم إلا أن هذه المحاولات اصطدمت بصمود عظيم من أهل القدس وزادهم ذلك إصراراً وتشبثا بحقوقهم. ولفت الكاتب في مقال له إلى أن" عصر الهيمنة الإسرائيلية على القدس بدأ يتقلص وأن صحوة الداخل الفلسطيني قد بدأت"، موضحا "هذا يعني أن القدس تسير نحو الحرية ومن جانب آخر فإن صمود أهل غزة الأسطوري شكل دافع قوي في تعزيز صمود أهلنا بالقدس". ولعل من أبرز العمليات التي انطلقت للرد اعتداءات المستوطنين هي محاولة الاغتيال التي تعرض لها الحاخام الإسرائيلي المتطرف "أيهودا غليك" على يد الشهيد البطل معتز حجازي حيث أطلق عليه أربع رصاصات من مسافة صفر فأصابه بجروحٍ خطرة جداً. وبعد أيام هاجم الشهيدان غسان وعدي أبو جمل "معبدا يهوديا" مما أدى لمقتل خمسة منهم وإصابة أربعة آخرين وصفت جراح ثلاثة منهم . وكان من ضمن القتلى، رئيس المدرسة الدينية في القدس "موشيه تبيرسكي" البالغ من العمر59 عاما الذي اشتهر بمواقفه المتطرفة ضد العرب في القدس . [title]عجز وفشل الاحتلال[/title] وتثبت العمليات الفردية التي نفذها الشبان المقدسيين في الآونة الأخيرة من دهس وطعن وإطلاق نار مدى عجز وفشل أجهزة الأمن الإسرائيلية في منع وقوع مثل هذه العمليات قبل حدوثها. وفي هذا السياق تحدث ضباط المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي عن عدم امتلاكهم حلاً سحرياً لوقف العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون بالسكاكين، لأن إبقاء السكاكين بعيدة عن أيديهم أمر صعب، بل إن تزايدها يعني أن قوة الردع الإسرائيلية تضعف يوما بعد يوم، والمفارقة أن "إسرائيل" قادرة على إعداد صاروخ "حيتس" الحديث المضاد للصواريخ، لكنها لا تنجح في تأمين سلامة مواطنيها أمام هجمات السكاكين. كما استخدم المقاومون السيارات ومركبات الأجرة في دهس جنود الاحتلال ومستوطنيه أثناء قيامهم بدوريات راجلة داخل المدن والمخيمات، حيث أمكن رصد عدد من محاولات الدهس التي نجحت وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود. وعكست وسائل الإعلام العبرية وتصريحات المسئولين الإسرائيليين هذه الصدمة والخشية من اطلاق انتفاضة ثالثة، إن لم تكن قد اشتعلت وفق ما صرح رئيس المجلس إقليم "غوش عتصيون" "ديفيد بيرل" بأن "تواصل عمليات الدهس من قبل الفلسطينيين يثبت دون أدنى شك أننا في خضم انتفاضة ثالثة". وبينما طالب "بيرل" رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الجيش بضرورة التصدي الحاسم ضد هذه الإنتفاضة ومن أسماهم "المتمردين" على حد تعبيره، واستخدام أقصى درجات القوة ضدهم، أشارت تقديرات استخبارات شرطة الاحتلال إلى وجود شكوك "حول قدرتها على إنهاء جولة العنف في القدس عن طريق استخدام القوة". لكن أكثر ما أثار غضب قادة الجيش بحسب الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر هو فشل الأجهزة الأمنية في الوصول إلى خيط رفيع للعمليات الفردية، لاسيما أن عدداً كبيراً من المقاومين يشتركون في تنفيذها وإعدادها، وتستغرق زمنا لا يزيد عن أيام قليلة، فهل يعقل ألا تنتبه المخابرات الإسرائيلية لهذه التحضيرات؟. [title]خرق للتنسيق الأمني[/title] من جهته, أوضح الكاتب علاء الريماوي في حديث خاص لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن العمليات الفردية وشبه التنظيمية في الضفة الغربية هي نتاج للدفع الكبير وهي إحدى نتائج التحريض". واعتبر " ما حدث خرق للتنسيق وليس فشل للتفشيل الأمني الذي يكبح جماح المقاومة ويراقبها ويحاصرها ليس في البعد الأمني فقط , بل أيضاً في البعد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بشكل كامل من جميع النواحي". ورأى أن ما يحدث في الضفة هي عبارة عن موجة ثورية تأخذ عدة أبعاد منها أولها البعد الجماهيري والبعد العملياتي الذي يرتفع تارةً وينخفض تارةً أخرى, وبعد آخر مركب بين الأداء المتطور والذي سيسهم في أي لحظة في اندلاع انتفاضة ثالثة التي سيولدها حدث كبير خاصة إذا اشتركت جهات من حركة فتح في هذا الجانب. [title]تطور المقاومة[/title] ويشير الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر أن العمليات الأخيرة زخرت بأنواع متعددة من الأسلحة التي استخدمها مقاتلوها، وشهدت تطوراً ملحوظاً بدءاً بالحجر والمقلاع، مروراً بالسكين والأسلحة الحادة، وانتهاء باستخدام السلاح الناري. ويأتى هذا التطوير النوعي لأدوات المقاومة في مواجهة المحتل لتمنح هذه الأسلحة البدائية إمكانية المقاومة لكل أفراد الشعب، فهذا يرفع متراسا، وذلك يشعل إطارا، وثالث يصنع المولوتوف، ورابع يحفر خندقا، وخامس يرش الأرض بالمسامير، وسادس يطعن مستوطنا، وسابع يدهس جنديا، بحيث تحولت فلسطين إلى ورشة شعبية يشارك فيها الجميع.