أكد عضو المجلس التشريعي عن محافظة نابلس ياسر منصور عقب تحرره من سجون الاحتلال، أن الأسرى الفلسطينيين لا يزالوا يعانون من إجراءات صعبة وعقوبات بحقهم، تتمثل بحرمان عدد كبير منهم من الزيارة منذ شهور عقب حرب غزة، وحملات القمع والتفتيش داخل غرف الأسرى وما تسببه من أضرار، واتباع الاحتلال سياسة إهمال طبي متعمد بحق المرضى منهم. وفي لقاء خاص مع [color=red]"فلسطين الآن"[/color]، شدد "أننا في ظل فترة مريرة ومؤلمة يعيشها كثير من الأسرى الإداريين. فالاعتقال الإداري يعد أسوء مرحلة في تاريخ الأسير وذويه نظرا لحجم المعاناة التي يمر بها، فهو لا يعرف كم سيمكث!! ومتى سيفرج عنه!!، وبالأصل لا يعرف غالبا لما تم اعتقاله وزجه خلف القضبان. وكانت قوات الاحتلال أفرجت نهاية الأسبوع الماضي عن النائب منصور -45 عاما- بعد اعتقال إداري دام عامين كاملين، قضاها متنقلا بين مختلف السجون الإسرائيلية. وعن أوضاع الأسرى، أوضح أنها مؤلمة جدا، "فالعلاقة بين إدارة السجون والأسرى سيئة جدا، وكل يمر يمضي ما يأتي يكون أسوء منه، سلسلة طويلة جدا من الإجراءات والعقوبات"، مشيرا إلى أن هذا الاعتقال يعد الاصعب من أصل سبعة اعتقالات تعرض لها في سجون الاحتلال، سرقت من عمره زهرة شبابه وأبعدته عن أهله ومحبيه. [title]المرضى والبوسطة [/title] وتطرق منصور -الذي كان أصغر مبعدي مرج الزهور عام 1992 سنا- إلى ملف الأسرى المرضى، وقال "هم أموات مع وقف التنفيذ، عددهم أكثر من ألف وخمسمائة مريض، ومن يتواجدون داخل ما يسمى بسجن مستشفى الرملة عددهم قليل، لكن من يتناوبون عليه اضعافا مضاعفة". وعن أبرز الأمراض، فهي "السرطان والدم والقلب والسكري، إضافة للأمراض الجلدية والحساسية، وهناك من فقد سمعه وبصره داخل السجن، وبعضهم خضع لعمليات جراحية خطيرة جدا، وتم استئصال اجزاء من أجسادهم". ليس هذا وحسب، فالمريض رغم حالته ينقل بالبوسطة كغيره من الأسرى، إذ يتم تقييد يديه ورجليه. وأشار إلى أن "البوسطة هي جهنم بعينها، في الصيف وفي الشتاء.. فهي عبارة عن صندوق حديدي كامل، يقضي فيه الأسير ما يربو على 14 ساعة مستمرة، يعاني من قلة الأكل، ومنعه من قضاء الحاجة، ما يتسبب بأمراض ومعاناة كبير.. هذا للأصحاء، فما بالك بالمرضى وكبار السن والنساء". وأَضاف"تخيل أن تبقى في هذه الحالة من سجن النقب جنوبا إلى مجدو شمالا. للأسف لا أحد يلتفت لهذه المعاناة العظيمة". وآخر خمسة أيام للنائب منصور في الاعتقال أمضاها داخل بوسطة. متنقلا من سجن لأخر"، قائلا "لا يمكن وصف العذاب الذي مررت به". [title]العلاقة بين الفصائل [/title]وإلى ملف الحركة الأسيرة، أكد النائب منصور أن العلاقة متميزة بين الأسرى من مختلف الفصائل، "صحيح أن إدارة السجون مصرة على فصل الأسرى بناء على التنظيم السياسي، إلا أن الزيارات بيننا مستمرة، خاصة بين أسرى فتح وحماس، فقد زارني قيادات فتح في قسمي، وذهبت لزيارتهم في أقسامهم، كيف لا يكون حالنا وعلاقة الهمّ واحدة، إلا وهو الاحتلال، الذي يقتل فينا ويدمر ويخرب،، صدقا هذا ما عشته طيلة الاعتقال الأخير". [title]حال الوحدة [/title]وفيما يخص الأولوية التي سيبدأ بتنفيذها عقب الافراج عنه، لفت منصور إلى أن الرسالة التي يحمله من إخوانه داخل قلاع الأسر، لا تختلف في مضمونها عما يسعى إليه الغيورون من أبناء الشعب الفلسطيني، ألا وهي ضرورة انهاء الانقسام قولا وفعلا، وتثبيت الوحدة والمصالحة. وطالب بوضع الأجندة الحزبية جانبا، والابتعاد عن المصالح الشخصية الضيقة، ونحن نرفض نكأ الحراج مجددا كلما حدث خلاف، والاهم علينا وقف التراشق الإعلامي، وأنا هنا لا استثني أحدا". وقال "أنا أمثل الشعب الفلسطيني، لذا فالمهمة الملقاة على عاتقي تتمثل بضرورة تقريب وجهات النظر، رغم أننا ندرك حجم الانقسام والفرق بين الطروحات المختلفة". وشدد على ضرورة ألا يبقى معطلا طيلة هذه السنوات ، مشيرا إلى جهود مستمرة للتواصل مع كافة أطياف الشعب الفلسطيني، ونسعى للقاء الرئيس واللجنة المركزية في فتح، حتى يتم تفعيل المجلس التشريعي ويقوم بدوره الحقيقي المنوط به".