جمال الشتاء وطول ليله، وراحة باله، وصوت "مِزْرَاب" الجيران، ودفء النيران، كل هذه الأحاسيس والمشاعر كانت ستذهب "بلُّوشْ" بعد الحرب وسوء البُنَى التَّحْتِيَّة، ومع أول منخفض قادم. واقف حال البلد ع "منخفض" الثلاثاء مساءً، الأربعاء، الخميس بعد العصر... حديث الساعة، الباعة والسائقين والطلبة والمعلمين، والاقتصاديين والسياسيين، والمدارس علَّقَتْ أو لم تُعلِّقْ جميهم متخوِّف من المنخفض القادم... هو يشبه الحرب تماماً بصوت الرعد والأمطار، لكن بدون صواريخ ودماء بل بمياه، وشارع النَفق بدأ بالغرق، ولا أستطيع أنا شخصياً أن أخفي خوفي وتوتري من هذا المنخفض فقد أعلنت عن اجازة مسبقة لأيام أربع يتلوها جمعة وسبت اجازة رسمية، لَمْلَمْتُ بعض الأخشاب لاشعالها في حال انقطاع الكهرباء، ومنعت أطفالي من الذهاب إلى روضتهم. أحمد الله أن المنخفض لم يأت كما أعلنت عنه الجهات الرسمية، وقيادة الارصاد الجوى في دولتنا الأبية، لأنها لو جاءت كما كانوا يتوقعوا أو أكثر لقامت الدنيا ولم تقعد، ولاشتعلت صفحات الفيسبوك بآلاف بل ملايين التعليقات والنكات الساخرة، وضخّت سيولاً من السخط على البلديات والوكالة والحكومة والأمم المتحدة وغيرها... الحمد لله أن هذا المنخفض جاء على مقاسنا ولعله رحمة من ربنا لكي نعيد ذكريات الشتاء الجميل دون خسائر فادحة، نرى الأمطار تتساقط بلطف، والرياح تهب بلطف، وبصراحة "هْوَايْتِينْ في الراس بتوجع" يعني منخفض سياسي وكمان منخفض جوي... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.