كانُوا جُلوساً يتسَامرُونَ في فناءِ بيتِهم المتهالِكِ، مجتمعينَ حولَ كانونِ النَار وبرَاد الشَاي الذي يمنحُهم بعضاً من الدفء، يستمعونَ إلى صوتِ تساقطِ الأمطارِ على ألواحِ الزينقو الحديديَة التي تزيدُ المطرَ طرباَ وقوة، فتزدادُ الأجواءُ جمالاً، شيماءُ تراجعُ دروسُها وعبيرُ ما زالت تحفظُ قصيدَةً شعريةً وترددها، والأمّ تجهزُ بعضاً من حلوى الشتاء اللذيذة، لكنَ هذه الأجواءُ التي عاشتها عائلة أبو مطر لم تدم طويلاً!. "جورة الصفطاوي" أو بإمكانك أن تطلق عليها حفرة الموتِ في شمال قطاع غزة، يحلُ عليها فصلُ الشتاءِ في كُلٍ عامٍ وكأنه إنذار الموتِ والتشريد وبداية لحكايات العذاب والآلام المتناثرة التي تقض مضاجع القريةِ الصغيرةِ. تزدادُ الأمطارُ شدةً لتشكلَ سيولاً تجرفُ آمال الأطفالِ فتقتحمُ بيوتَهم وتمزّقُ دفاترهم المدرسية وتحطم أثاثهم، وتسكتْ الضحكاتِ من شفاههم، لتبدأً رواياتُ العذابِ وحكايات البؤس ورحلةَ التشريد والتهجير من بيوتهم التي كانت بالأمسِ آمنة، واليوم أصبحت كبيوتٍ تسكنُها الأشباحُ المخيفة!. زارت وكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] جورة الصفطاوي كما يطلق عليها أهلُها، لترى الكارثة البيئية التي حلّت بالقرية الصغيرة، وتنقل معاناة أهاليها بالكلمةِ والصورةِ، لرّبما تجد هذه المناشدة آذاناً مسئولة صاغية ورحيمة تنتشلُ أهالي القرية من جحيم السيول التي تأتي مع كلِ شتاءٍ. ركامُ متناثر، المياه تغمرُ المنازل بالكامل، ملابسُ الأطفال متناثرة هنا وهناك قد جرفتها السيول العارمة، أجسادُهم منهكة، وعيونٌ شارفت على البكاءِ، وأطفال ونساء مشردون، هذا الوصف غيض من فيض مما رأيناه هناك. [title]إخلاءٌ وتهجيرٌ[/title] "لقد أخلينا بيوتنا منذ الليلة الماضية، عندما بدأت السيولُ الجارفةُ باقتحامِ بيوتنا وتدميرها، وذلك بمساعدة الدفاع المدني الذي أخلى الأطفال والنساء من المكان الذي غرق بالكامل، ووعدنا بتقديم المساعدة لنا، وإيوائنا في أماكن آمنة" هكذا بدأ المواطن سعود أبو مطر"53عاماً" حديثه لــ [color=red]"فلسطين الآن"[/color]. ونفذ جهاز الدفاع المدني الفلسطيني عملية إخلاء المواطنين في "جورة الصفطاوي، فور تلقيه نداءات استغاثة من أهل القرية، ووعدهم بأن يقدم لهم مكاناً لإيوائهم بالتعاون مع المؤسسات واللجان الشعبية، في الساعات القليلة القادمة. واقفاً على إحدى حواف البرك المعطلة مضخاتها ولا تعمل منذ فترةٍ طويلة، وعلاماتُ البؤس بادية على وجهه الذي هدّته الهموم يواصل رواية معاناته: "في كل شتاءٍ من كل عامٍ نواجهُ هذا المصير المأساوي، وتغرق بيوتُنا ونهربُ مذعورين حاملين أطفالنا الصغار في البردِ الشديد والأمطارِ الغزيرة لكي نتفادى الموت غرقاً". يشيرُ بإصبعِ يده إلى بيتِه الذي جرفته السيولُ بالكاملِ، يقولُ المواطن خميس قاعود "44 عاماً" لقد أتى السيلُ على العديد من البيوتِ هُنا، ودمر كل شيء في المنطقة، وهذا حالنا كل عام". وعلى الرغم من أن البلديات والدفاع المدني قد أعد العدة لتفادي الكوارث، إلا أن قلة الإمكانيات وغزارة الأمطار كانت أقوى من التجهيزات التي تأثرت كثيراً بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. ويناشدُ قاعود عبر [color=red]"فلسطين الآن"[/color] كافة المسئولين بتقديم يد العون والمساعدة لهم، وأن يجدوا الحلول المناسبة لأهالي هذه المنطقة التي تعاني وتواجه الموت كل عامٍ، ولهذه اللحظة لم يتم حل مشكلتهم بالكامل. واجتمعت عائلة قاعود ومطر والحاوي والبيشاوي وحسان والعبيد وأبو ناجي، لتطالب المعنيين والمسئولين وحكومة التوافق، بإيجاد حلٍ نهائي لمشكلتهم، والوقوف بجانبهم في محنتهم ومصيبتهم الجلل التي تحل عليهم كل عام. [img=112014/view_1417159741.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159745.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159748.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159775.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159782.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159793.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159830.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159848.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159853.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159864.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159878.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1417159883.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]