ولا تزال تلمع في صفحة الذاكرة حادثة يشدني دوماً أن أذكرها، أتغنى بها، أرددها... فعلى كل الترتيب والنظام والأشياء الرائعة التي كنت أعايشها وأعيشها مع إخواني في الأسر كانت وحدة الصف بالذات والاجتماع على حب الوطن وتقديمه على كل شيءٍ، حب الأخوة والإيثار والاتفاق الدائم يشدني دونَ غيره وقد دونتُ ذلك: تحديداً في أيام الحسم العسكري في غزة قامت إدارة السجن بفصل أسرى حماس عن أسرى فتح تعزيزاً للانقسام البغيض، ويوماً بينا نحن جلوس في قسمنا سمعنا جلبة في الخارج فإذا باليهود يؤذون إخوتنا في قسم أسرى فتح، وبدأنا بالتكبير تضامناً مع إخواننا الذين يتعرضون للأذية، وعادة الجرذان يخشون التكبير كثيراً، حتى تقدم رئيسهم منا وخاطبنا بتعجب واضح: فتح تقتلكم في الخارج، وأنتم تدافعون عن عناصرهم هنا!! فرددنا بقلب رجل واحد ولسانٍ أسير صامد: نحن حركة أسيرة لا تنظيم يصد دفاعنا عن بعضنا البعضْ.. وسجلت في هذه الليلة ملاحظة كنت أتمنى أن تصل: لا يلهينكم الانقسام عن الوطن، فلعبة الانقسام مصنوعة بأيدٍ صهيونية خالصة. اليوم الذي فتحت فيه نوتة المذكرات ورسمت مربعاً حول التهمة والحكم وكدت أمزق الصفحة لولا أن يداً خفيةً تدخلت وجعلتني أخربش بجوارها: (في هذا اليوم ستطأطئ رأسك بانكسارٍ وهزيمة أيها القاضي) الآن يقرؤها خاطف النوتة ويتحسر. في هذا اليوم بالذات دونتُ في مذكرتي قصة عن لعبة "الدومينو" واللاعب المحترف في قسمنا وابن أخته، فقد أنهى هذا المحترف محكوميته وشارف فرج الله له على الوصول، ناداه ابن أخته قائلاً: تعال يا خال سيلحق الأبطال بك الهزيمة هذا اليوم حتى تتذكرهم للأبدْ.. ولم نبدأ اللعب بعد إلا وقطعنا التكبير في السجون فاجتمعنا وأصغينا للخبر وإذا بأحد الأصوات المبشرة يقول: إخواننا في قيادة حركة حماس نجحوا في عقد صفقة تبادل مع العدو ستشمل ألف أسيرٍ.. وعلا التكبير واختلطت الأصوات تكبيراً، بكاء، تهليلاً، وتهانٍ.. تعانقنا وابتسمنا وتصافحنا وتساءلنا أيضاً عن من سيكون هؤلاء الألف... ونسينا لعبة الدومينو! آخر الأيام، يقول جندي جبان: إياد موسى سالم العبيات لن تعود إلى بيت لحم، بل ستعاقب حتى في الإفراج بالإبعاد إلى أرض الموت.. غزة، فأرد: بل إلى جنة الأرضِ أيها الجرذ، ولعائلتي مع غزة الغالية حكايات فأخي مبعد إليها منذ أحداث كنيسة المهد، ويعيش في أفضل حالٍ، وتقول معاقب!! بل سيجمع الله جند الحق في غزة لتشع منها هزيمتكم أيها الأوغاد. ووصلتُ غزة، وتبعني إليها أهلي، لكن ابنتي منعت من الوصول بحجة الوقف (أمنياً) وهذا هو الألم الوحيد الذي أشعر به، فأنا مشتاق إليها رغم أنني مطمئن عليها مع زوجها، وها أنا أؤسسُ لحياةٍ راقية مستقرة في ظل الإسلام وأهله في غزة التي أشعر أن الله تعالى أكرمني بالعيش فيها، وسأشتري مذكرة جديدةً لأبدأ فيها التدوين عن حياتي في حضن العزيزة غزة! [title][url=http://paltimes.net/details/news/7542/%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86--%D9%83%D8%AA%D9%8A%D8%A8-%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1.html]لتحميل كتيب "مذكرات أسير"[/url][/title] [title][url=http://paltimes.net/details/news/7468/%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%AD-%D8%A3%D9%88-%D8%A3%D9%82%D8%B3%D9%89--%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1.html]قصة الأسير المحرر ابراهيم المصري ..[/url][/title] [title][url=http://paltimes.net/details/news/7546/%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-1-%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1.html]قصة الأسير المحرر إبراهيم شلش ..[/url][/title] [title][url=http://paltimes.net/details/news/7649/%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-2-%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1.html]قصة الأسير المحرر عباس شبانة[/url][/title] [title][url=http://paltimes.net/details/news/7694/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9--%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%B6%D8%A7-%D9%87%D9%86%D8%A7%D9%83.html]قصة الأسير المحرر ابراهيم جندية[/url][/title] [title][url=http://paltimes.net/details/news/7738/%D9%88%D8%B1%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%89--%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1.html]قصة الأسير المحرر أحمد النجار[/url][/title] [title][url=http://paltimes.net/details/news/7796/%D9%81%D9%88%D9%82-%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%85--%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1.html]قصة المحرر أكرم منصور[/url][/title]