نشر موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" تقريرا حول ظاهرة انعدام الأمن الغذائي في "اسرائيل "وحالة الفقر التي بدأت تنتشر بين كثير من "الاسرائيليين". و قالت الصحيفة إنه في ظل تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي، بات الطلاب وأرباب الأسر يجمعون بقايا الخضار و الفواكه الملقاة على أرضيات الأسواق لأنهم لا يملكون خياراً آخر سوى ذلك . ورصدت الصحيفة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة في سوق "مهانيه ياهودا "في مدينة القدس المحتلة مجموعة من 20 شخص وبحوزتهم أكياس بلاستيكية وعربات أطفال يتجهزون لجمع ما تبقى في صناديق الخضروات والفواكه الملقاة على الأرض. وأشارت إلى أن معظم هؤلاء من كبار السن تبدو على وجوههم ملامح الخجل حيث يبقون رؤوسهم نحو الأرض وقليلاً ما يتحدثون مع من حولهم . ويقول صاحب محل خضروات في السوق ويدعى "يوسي عيناي", وهو يراقب هذه الظاهرة منذ سنوات، إن عدد المحتاجين الذين يأتون هنا في آخر النهار ازداد مؤخراً ، وأن جميعهم يصاب بالحرج الشديد لذلك يأتون إلى السوق في وقت متأخر حتى لا يراهم أحد من معارفهم. ويضيف "عيناي" أنه في الأيام الأخيرة بدأنا نرى عدداً من الشباب والصبيان, من بينهم فتاة تبلغ من العمر 15 إلى 16 عام, تأتي آخر النهار وتطلب بعض الخضروات والأطعمة, تسأل: " هل لديكم شيء يمكن أن تعطونني اياه ؟" فنعطيها ما نستطيع". وأكد "رحاميم" هو بائع خضار قديم أن مشهد الناس الذين يجمعون الطعام الملقى على الأرض داخل السوق أصبح ظاهرة مألوفة جدا. موضحا " غالباً ما يأتون قبل بدئ عطلة عيد يوم السبت ولكن خلال الأسبوع يمكنك أن تقرأ ما في عيونهم إنهم لا يملكون خياراً آخر إن لم نتركهم يجمعونها لن يجدوا ما يأكلوه . وتشير الصحيفة إلى أن الوضع في سوق "مهانيه يهودا" لا يختلف كثيرا عنه في سوق الكرمل في" تل أبيب". "روي" أب يبلغ من العمر 35 عام ولديه اثنين من الأبناء يقول: " في الستة شهور الماضية كنت أحضر إلى هنا نهاية كل أسبوع. أكافح أنا وزوجتي للإيفاء بالتزاماتنا نصرف آلاف الشواكل كل شهر لتربية أبناءنا ودفع الايجار ورغم ذلك مازلنا على حافة الانهيار الاقتصادي حيث يتقاضى 4000 شيكل ولكنها غير كافية. ويضيف "روي" حينما أحضر إلى هنا فإن قلقي الوحيد هو أن يراني الناس الذين أعرفهم في مثل هذا الحال فيشعرون بالأسف تجاهي ,موكدا أقوم بجمع بقايا الخضار لأني بحاجة إلى دفع فواتير وإجار للمنزل ولا أتقاضى أي مساعدة من صندوق المعاشات. من جانب آخر يشعر "يوري" المهاجر الروسي ( 62 عام ) بالخجل فهو يحرص يوم الجمعة على المرور من السوق في طريق عودته من عمله في أحد المولات إلى البيت-وتحديداً في ساعة الاغلاق، ويمر من خلال كل الأكشاك ويقوم بجمع ما تم تركه بالقرب منها, وبالتالي يجد ما يسد به رمقه في البيت. وأشارت صحيفة "يديعوت "إلى دراسة صادرة مؤخراً عن مؤسسة التأمين الوطني أن 1,6 مليون اسرائيلي- نصفهم من الأطفال- كانوا يعيشون في فقر مدقع في العام 2013 من أصل 8 ملايين اسرائيلي يعيشون في "إسرائيل". وأشارت النتائج أنه بالرغم من انخفاض مستوى الفقر بنسبة ضئيلة في "اسرائيل" خلال العام 2013, إلا أنها ما زالت تعاني من حالة الفقر وفجوات اقتصادية واجتماعية مقارنة بالدول الغربية