26.68°القدس
26.44°رام الله
25.53°الخليل
29.53°غزة
26.68° القدس
رام الله26.44°
الخليل25.53°
غزة29.53°
الإثنين 07 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.35

خبر: التسعيني قصراوي: عاش يتيما وله أكثر من مائة حفيد

تبدو حكاية التسعيني مصطفى محمد قصراوي، الذي عمل موظفًا في وزارة الأوقاف قرابة نصف قرن مختلفة عن غيره. فقد عاش الرجل يتيما بعد أن توفيت أمه وهو ابن سنتين، وربته خالته. يروي قصته فيقول "كان أبي يقول لي دائمًا إنه تزوج بعد سنتين من نهاية الأتراك في بلادنا. ولي أربع أخوة وثلاثة أخوات، وشقيقي الأصغر يقترب اليوم من سن الثمانين. أبصر قصراوي النور في قرية تياسير بمحافظة طوباس عام 1922، وفق التقديرات التي دونتها وثائقه، ودرس صفوفه الأولى في قريته، ثم انتقل لإكمال الصف الأول الإعدادي (السابع اليوم) في المدرسية الأهلية بطوباس، وتركها عام 1933. يقول: كنا نتعلم على البساطة، ونقدم للمعلم بعض المواد العينية، ونقرأ الحساب والقرآن والنشيد، ونذهب للمدرسة صباحًا، ونعود لتناول الغداء، ثم نرجع للمدرسة، ونظل فيها حتى الثانية بعد الظهر. وقد علمني الشيخ محمود الفلاح، والشيخ فلاح الجلبوني، الذي جاء من جنين وسكن طوباس عدة سنوات، ثم اختلف مع أهلها وتركها. [title]تجارة مُبكرة[/title] انتقل قصراوي من مقاعد الدراسة إلى التجارة بين ضفتي نهر الأردن، وبدأ قبل إكمال الخامسة عشرة بإحضار المواد التموينية كالسكر والأرز والسجائر والدجاج من الضفة الشرقية على الخيول، وتعلم طرق التهرب من الإنجليز، الذين كانوا يعاقبون من يتاجر دون الحصول على رخصة، واستمر في التجارة ، بأشكال مختلفة، حتى صيف عام 1960. يفيد: تغيرت أحوال التجارة هذه الأيام كثيراً، وفي زمني كان الناس ينتجون معظم ما يأكلونه، وكانت كل أسرة تعجن وتخبز من قمحها، ولا تشتري الخبز، ولا البصل أو العدس، وكنا نبيع السمن البلدي بالمفرّق، وكنا نحصر قعفورة العجوة (تساوي 55 كيلو غراماً) من العراق بأربعين قرشًا، وكانت تجارة القطين (التين المجفف) والزبيب (العنب المجفف) رائجة، وكان الناس يتعاملون بالذرة البيضاء، ويصنعون منها الخبز (الكراديش) ويأكلونها ساخنة. ولم نكن نعرف الخضار والفواكه إلا في مواسمها، وكان طعمها أطيب، ورائحتها تفوح. واختفت تجارة الجميد والكشك والسمن البلدي، وأكثر شيء تغير في أيامنا طيبة الناس، وبعدهم عن بعضهم، وضيق صدورهم رغم اتساع مجالسهم. [title]رواتب وأحفاد[/title] يسترد: توظفت في 24 أيار 1960 بوزارة الأوقاف مؤذنا وإماماً وخطيبًا في مسجد قريتي، وكان أول راتب أحصل عليه دينارين و97 قرشًا، وكان رطل القمح يباع بثلاثة قروش، والبذلة الرسمية بستة دنانير، واشترينا 37 دونم أرض كلها بستين ديناراً. يتابع: خلال (الاستدراج الوظيفي) زادتني الحكومة إلى أربعة دنانير ونصف، ثم ستة ونصف، فأثني عشر ديناراً، وقفز آخر راتب إلى 257 ديناراً، بعد 30 سنة خدمة، ثم عملت في السلطة 11 سنة أخرى، وتقاعدت عام 1999. وفق الراوي، فإن له ستة أبناء وست بنات، أكبرهن تخطت السبعين سنة، ونحو مئة حفيد وحفيدة، أكبرهم عصام، وعمره 51 سنة. أما أحفاد الأحفاد، فأكبرهن دالية، وعمرها نحو 24 سنة. يقول: لا أعرف كل أحفادي، ولم نجتمع معًا ولا مرة واحدة، ويتوزع الأبناء والأحفاد على فلسطين والأردن ولبنان. ولا أشاهد أخبار التلفاز لأنها لا تسر البال، وقد أفسد التلفزيون حياة الناس، فلم يعودوا يتسامرون معًا، وإن فعلوا، فإنهم ينظرون للتلفزيون أكثر ما يشاهدوا وجوه بعضهم. تنقل قصراوي بين الأردن وفلسطين وسافر قبل 40 سنة لديار الحجاز، وتجول بين حيفا ويافا والقدس على فرسه، ولا ينسى أيام الاحتلال البريطاني، الذي كان يفرض ضرائب باهظة على الناس، ويمنعهم من تخزين كميات كبيرة من القمح، ويشترط عليهم أخذ استهلاكهم من محاصيلهم فقط. كما فرض ضرائب شخصية على الناس. كما عمل في صفوف الحرس الوطني. يتذكر: خلال ثورة عام 1936، كان الثوار يغلقون طريق الثغرة بين تياسير وطوباس، ويطلقون النار على دوريات الإنجليز، وكنا نشاهد تنكيل الجنود بالأهالي، ويتوعدون من يجدون عنده رصاصة واحدة