لم يتقاسم العامين 2012 و 2014 الانتصارات العسكرية فحسب، بل تقاسما انتصاراً من نوع آخر ، حققه جنود رفعوا علم فلسطين عالياً، فرفرف خفاقا مفتخراً. دانية حسني الجعبري الفتاة ذات الثلاثة عشر عاماً من مدينة الخليل ، جندية فلسطينية أثبتت بالبرهان الساطع أنها الأذكى عالمياً ، ومنحت فلسطين وساماً جديداً من التميز. تفوقت دانية على نفسها هذا العام حين حصلت على المركز الأول على مستوى العالم بمسابقة حساب الذكاء العقلي التي أقيمت في سنغافورة وذلك بعد أن حصدت المركز الثاني عالميا قبل عامين. وتمكنت الفتاة الذكية من حل 240 مسألة رياضيات في أقل من ثماني دقائق ، لتتفوق بذلك على ثلاثة آلاف مشارك قدموا من أكثر من عشرين دولة مختلفة. وتوجت بذلك كأذكى فتاة على مستوى العالم ، فيم توج الطفل أحمد النشوية ابن الثماني من بلدة سكا غرب دورا بالخليل أيضا بطلا بالمركز الثاني لنفس المسابقة. حيث تمكن من حل 218 مسالة في ثماني دقائق. وحلت حنين حصيص من مدينة جنين في المرتبة الثامنة لذات المسابقة. مدير المركز عمار الزعتري الذي أشرف على تدريب دانية وأحمد ضمن برنامج يعرف بحساب الذكاء العقلي ، أوضح أن البرنامج تم تطويره على أيدي خبراء الأكاديمية الماليزية عضو الاتحاد العالمي لحساب الذكاء العقلي. وهو برنامج تعليمي لتنمية القدرات العقلية باستخدام المعداد (Abacus) بالاعتماد على طريقة التآزر باستخدام أصابع كلتا اليدين اليمنى واليسرى مع جانبي الدماغ الأيمن والأيسر بسرعة ودقة ومهارة تمكن الطفل من التفاعل مع العمليات الحسابية المختلفة والارتقاء بمستوى تفكيرهم بشكل عام. لم يخف أولياء أمور الطفلين امتعاضهما من التهميش لموهبة أبنائهم، داعين الجهات الرسمية والتربوية لتنبي موهبة أبنائهم كما يتم تبني مواهب الفن والموسيقى على سبيل المثال . حيث تضطر هذه العائلات لدفع تكاليف سفر أبنائهم للمشاركة في هذه المسابقات على نفقتهم الشخصية، مما يكلفهم عبئا ماليا جديدا غير تكلفة هذا البرنامج المرتفعة بشكل عام في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها الفلسطينيين . فهل ستبقى هذه البرامج على تميزها حكرا على فئة معينة من المجتمع..؟؟ وهل سيظل الموهوب علميا في طي الإهمال فيما تسلط الأضواء والاهتمام على مواهب أخرى قد تكون اقل أهمية ونفعا للعموم ؟!