21.91°القدس
21.57°رام الله
20.53°الخليل
24.28°غزة
21.91° القدس
رام الله21.57°
الخليل20.53°
غزة24.28°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: رصاصتان في (1/1)

في الفاتح من يناير كل عام هو ذلك اليوم الذي يحتفل فيه أنصار حركة فتح بذكرى انطلاقتهم صبيحة تنفيذ أول عملية لقوات العاصفة ضد الاحتلال عام 1965م التي باتت تعرف باسم "عملية عيلبون"، فهم لا زالوا يخلدون إلى هذا التاريخ باعتباره كما يصفونه بـ"الطلقة الأولى". وقد شارك في تأسيس الجناح المسلح للحركة حينها العديد من الأبطال الذين تربوا في أحضان جماعة الإخوان المسلمين، أمثال خليل الوزير، وصلاح خلف، اللذين أشرفا بشكل مباشر على العمل الأمني والعسكري للحركة، ووقفا على رأس التخطيط للكثير من العمليات البطولية، والتي أصبحت عقبها حركة فتح بمثابة القلب لجسم النضال الفلسطيني. لكن لم تعد الحركة اليوم في ظل احتفالها بانطلاقتها عضوا أساسيا في جسم النضال، بل غدت كطرف مصاب بـ"الغرغرينا" الذي كاد أن يفتك بهذا الجسد، لولا تدخل كتائب الشهيد عز الدين القسام والتي نفذت أولى عملياتها أيضا في الفاتح من يناير عام 1992م، لتعيد تصويب مسار 1/1/1965م بعد أن توجهت منظمة التحرير لمؤتمر مدريد للسلام في نوفمبر عام 1991م، ثم توقيع اتفاق أوسلو، وأنابوليس. أصبحت كتائب القسام بعد انطلاقتها هي روح جسم النضال الفلسطيني، وصارت معين ينتهل منه كل المتعطشين للتحرر من الظلم والاحتلال في كل أنحاء العالم، بعد أن نجحت بتأسيس جيشا قويا عجزت إسرائيل بكل جبروتها أن تقهره في ثلاثة حروب طاحنة، بينما حركة فتح باتت كما تقول "ماضية في نهج المقاومة الشعبية السلمية"، وفككت في عام 2007م ما تبقى من جناحها العسكري "كتائب شهداء الأقصى" وسلم أفرادها سلاحهم مقابل عفو إسرائيل عنهم. فالنضال السلمي أو المقاومة السلمية التي تتبناها فتح، وسيلة مطلوبة في النضال الفلسطيني وهو طريق جيد لإشراك أكبر عدد من الفلسطينيين في فعاليات الحراك الشعبي، ولكن هي ليست كل شيء، "فلا يمكن أن تمنع هجمات الحيوانات المفترسة بأيد عزل" كما يقول المثل، ولذلك فإن نهج الكفاح المسلح هو الخيار الأقوى للقضاء على الاحتلال. ورغم تمسك فتح بهذا الخيار إلا أنها لم تقم به بالشكل المطلوب، فكلما تشتعل موجة احتجاجية يسارع رئيسها محمود عباس لتهدئتها، حتى استشهاد الوزير زياد أبو عين لم يمنع الحركة من مواصلة التنسيق الأمني لإجهاض الحراك الشعبي، بعد أن كان رحيله كاف إلى اجتذاب أعداد كثيرة من الجماهير إلى الانخراط في المسيرات الاحتجاجية. إن المتابع لتاريخ المسيرة النضالية الفلسطينية يجد أن جميع الثورات المسلحة، بدأً من ثورة القسام عام 1936م وحتى يومنا هذا، قد ولدت من رحم التحركات الشعبية، وجاءت بعد استنفاذ كافة الخيارات السلمية، ولذلك كان وما زال النضال الشعبي هو داعما للعمل المسلح وليس بديلا عنه، ومن أجل هذا الأمر تجد اليوم فعاليات الحركة الاحتجاجية خجولة، خشية من أن تجتاح الضفة انتفاضة تنسف كل مشاريع التسوية، وتعيد توجيه بوصلة النضال إلى الكفاح المسلح، فإسرائيل أوجدت بممارساتها القمعية جيل متعطش للعمل والنضال، لكنه مازال بحاجة إلى جسم يقوده ويوجه طاقاته لحصد أفضل النتائج.