هزّٓ سائق السيارة رأسه للأسفل والأعلى حين سأله أحد الركاب عن تقييمه عام ٢٠١٤؟! فقال: سنة زي الفل... لم تعجب اجابته أحدا من الراكبين في سيارة أجرة صفراء اللون قديمة خمسة من ركابها السبعة هم عواجيز، والسائق شاب شاحب اللون عيونه تلمع في المرآة. نظرت عجوز للسائق الوسيم -تبين لي فيما بعد أنها تبيع أجباناً وألباناً في الأسواق- وقالت: سنة زي الكحلة... فأتبعها جارها في الكرسي -عجوز أيضا ومن حديثه استنتجت أنه أستاذ حكومي متقاعد من بنطاله الأبيض الأنيق موضة الثمانينات وشاربه الممشوق- قائلا: سنة زي غراب البين، من أولها لشهر ستة واحنا بحكومتين، وبعديها قلنا الفرج قريب في اتفاق الشاطئ... قامت الحرب وقعدنا فيها شهرين... قلنا بعديها تتصلح الأحوال، ولا أنت سمعت ولا أنا شفت.. (العّٓيْ عٓي والصّٓي صٓيْ)، وطول السنة عايشين عجدول الست ساعات والثمان ساعات والأربع ساعات.. السائق مشغول بسيجارته وسيارته ويلتزم الصمت... ردّٓ على العجوز طالب جامعي كتبه في يده قائلاً: والله يا جماعة الخير أنا شايف مشكلتنا مش في الكهرب والمي والحصار والمطار... مشكلتنا في صانع القرار، الكبار مش متفقين .... مشكلتنا مش عارفين حالنا بنعيش في دولة ولا تحت احتلال... مشكلتنا القيادة من سنين ما تغيرت... نظر السائق للشاب ضاحكاً وقال: بالعكس كانت سنة زي الفل بس ناقصها هٓدٓاة البٓال... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]