25.06°القدس
24.03°رام الله
24.42°الخليل
25.25°غزة
25.06° القدس
رام الله24.03°
الخليل24.42°
غزة25.25°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: انتقام يستدعي المراجعة

ما وقع في باريس من هجوم على صحيفة فرنسية، وما نتج عنه من ضحايا، هم أفراد بعينهم استهدفهم الهجوم ، بقدر ما هو هجوم على السياسات ( الفرنسية والأوروبية) في تعاملها مع البلاد العربية والإسلامية، وبالذات مع تيارات الإسلام السياسي، والصحوة الإسلامية. بداية نقول لسنا مع القتل الذي ضرب ضربة قوية في مجلة ( شارلز أيبدو ) وسط باريس، ولكن جلّ التحليلات التي تناولت عملية القتل شخصتها على أنها عملية ( انتقامية)، ورجحت التحليلات أن يكون المهاجمون من الجهاديين الإسلاميين، ولكن تحديد الهوية لم تؤكده بعد السلطات الرسمية. إن تشخيص الهجوم بأنه انتقامي يجدر أن يلفت نظر السلطات الفرنسية، وأن يلفت نظرنا أيضا. فما الذي دفع هؤلاء لعملية انتقام، قد تنتهي باعتقالهم، أو إعدامهم. الإجابة التي تناولتها التحليلات السياسية والإعلامية اتجهت باتجاهين : الأول يقول إنه انتقام من سياسة فرنسا ضد الدولة الإسلامية، وآخرون قالوا ضد سياسة فرنسا في مالي، وفي أفريقيا الوسطى، وآخرون قالوا ضد سياستها في ليبيا وغيرها من بلاد العرب والمسلمين. إن أصحاب هذا الرأي يجعلون الهجوم نوعا من المواجهة بين الدولة الفرنسية في سياستها الخارجية، وبين الجماعات الإسلامية الجهادية المتضررة من السياسة الخارجية الفرنسية العدائية للصحوة الإسلامية. هذا رأي ممكن ولا أستثنيه، ولكني لا أرجحه، وأميل إلى ترجيح الرأي الثاني، القائل : بأن الهجوم جاء انتقاما من المجلة التي تصر على السخرية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو إصرار يولد حقدا ورغبة عالية في الانتقام، لا سيما إذا غضت الدولة الطرف عن هذه السخرية، واعتبرتها نوعا من حرية الرأي والتعبير؟؟، دون الالتفات إلى خطورة المساس بمشاعر المسلمين الدينية. هذا الرأي في نظري هو الأرجح لسبب بسيط هو اختيار المهاجمين الصحيفة و العاملين فيها هدفا لانتقامهم، دون غيرهم من الأهداف المحتملة، والتي تمثل الدولة الفرنسية بشكل أوضح. إنه وبغض النظر عن الراجح، والمرجوح، وعن المذكور وغير المذكور، فإن سياسة فرنسا، والاتحاد الأوروبي الخارجية تحتاج إلى مراجعة حقيقية، تستهدف تخفيف عداء المسلمين وكراهيتهم للسياسة الخارجية لأوروبا. لقد استعمرت الدول الأوروبية المنطقة العربية والإسلامية لعقود، تولدت عنها مظالم وأحقاد، وبعد انتهاء عهد الاستعمار المباشر ظلت أوروبا تعمل بالتعاون مع إسرائيل وأميركا، ضد التيارات الإسلامية المتشددة والمعتدلة على السواء، وسالت بسبب هذه السياسة دماء غزيرة من المسلمين في العراق، وسوريا، وأفغانستان، ومالي، والأهم من ذلك في فلسطين، وما زالت الدماء تسيل ، وهذا يحتاج إلى مراجعة. كما وأن الإساءة لدين الإسلام نفسه، ولرسوله الإسلام صلى الله عليه وسلم، بالرسم الساخر، أو بالكلمة النابية، تحت ما يسمى حرية الرأي والتعبير يحتاج إلى مراجعة ، لأن مسائل الدين لا مزاح فيها، فالرأي العام ليس صالونا يجمع مثقفين، عندهم سعة صدر، وثقافة الاختلاف، وحلم الكبار؟! لا. الرأي العام فيه قنابل متفجرة، وفيه استشهاديون، يفدون دينهم بأنفسهم وأموالهم، وينظرون إلى الجنة من باب الرصاص دفاعا عما يعتقدون أنه الحق والواجب.