25.06°القدس
24.03°رام الله
24.42°الخليل
25.25°غزة
25.06° القدس
رام الله24.03°
الخليل24.42°
غزة25.25°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: مشاركة الرئيس عباس في مسيرة باريس منافع ومضار

مقتل ١٢ فرنسيا كان كافيا لجمع قادة العالم في مسيرة في باريس للتنديد بلإرهاب... بينما لم يكفي استشهاد مايقارب ٢٠٠٠ مواطن فلسطيني في غزة لجمع قادة العالم على وصف اسرائيل بلإرهاب... بل و كما ذهب البعض للقول لم يكن كافيا لدفع الرئيس عباس للذهاب الى غزة تضامنا مع أهالي الشهداء و من دمر العدوان ممتلكاتهم و حياتهم ... لماذا لم يزر عباس غزة؟ رفض عباس التوجه الى غزة في ظل سيطرة حركة حماس عليها قد يكون خوفا من الاغتيال او خوفا من تهديدات اسرائيل و بعض العرب المنتفعين من حصار غزة... بل و قد يكون رسالة من عباس بعدم تحمله مسؤولية ما يحصل للشعب في القطاع و تحميلها كاملة لحركة حماس ... لذلك اكتفى عباس بحراك دولي للحصول على مكاسب سياسية على حساب ما يحصل في قطاع غزة من حصار و تدمير او حتى عزل أكثر لحركة حماس... هل نخلي مسؤولية حماس عن عدم زيارة عباس لغزة؟ لا أظن أن حركة حماس بريئة من عدم اقدام عباس على زيارة القطاع... قد يكون ذلك واضح من الثقافة العامة المغروسة عند أنصار الحركة و حتى قادتها كمحمود الزهار الذي سبق و ان صرح ان هناك حسابات شخصية بينه و بين عباس ... و هو شخصية نافذة في الجناح العسكري لحماس . و كما ورد في إحدى محاضر اجتماع حماس و فتح في قطر ان عباس اشتكى لأمير قطر ان حماس تخطط لإغتياله بعبوة ناسفة كما ورد من معلومات لمخابرات السلطة و هذا ما برره حينها موسى ابو مرزوق قائلا هذه " مزحة" و لا يوجد اي مخططات من هذا القبيل ... لماذا باريس ؟ فرنسا هي من أوائل الدول التي سارع برلمانها بلإعتراف الغير ملزم بدولة فلسطين... و فرنسا هي صاحبة المشروع المعدل لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ و التي صرح خالد مشعل انه لا مانع لدى حماس من القبول بدولة كاملة السيادة على حدود ١٩٦٧... كما أن فرنسا تدعم السلطة سياسيا فكان لابد من توطيد تلك العلاقات لإستمرار الدعم السياسي للسلطة في ظل تصلب الموقف الامريكي و جمود عملية السلام ... كما ان السلطة الان ليس أمامها خيارات أفضل من تكثيف مكاسبها السياسية في ظل غياب الموقف العربي الموحد و الدعم السياسي و المادي خاصة في ظل انشغال الدول العربية بما يحصل فيها من انقسامات و ثورات و خاصة دول الجوار كمصر و سوريا .... ماذا يستفيد الشعب الفلسطيني من مثل هذه التحركات السياسية؟ لا شك ان الشارع الفلسطيني منقسم بين مؤيد و معارض لهذه التحركات ، فعلى صعيد من يدعم المقاومة و يطالب بالعمل المسلح و القوة لإعادة الارض المحتلة و الدفاع عن الكرامة المسلوبة و تحرير الأسرى ... يرى هذا التيار في الشارع ان مفاوضات انطلقت منذ اكثر من عشرين عاما لم تسمن و لا تغني من جوع بل عززت انقسام الشعب و ازدياد الاستيطان و لم تحرر الأسرى و لم تعد اللاجئين ... فما الجدوى منها ؟ بينما يرى الطرف الاخر ان سياسة السلطة في جلب المكاسب السياسية في المحافل الدولية بدأت تجلب ضغوطا متزايدة على الكيان الاسرائيلي و تزعزع موقفه الدولي ... الامر الذي يحمي وجود اسم فلسطين على الصعيد الدولي و ان كان لم يعد الارض او اللاجئين و لكنه جلب تعاطف دوليا و حضورا قويا للقضية الفلسطينية... أيهما أفضل السياسة ام المقاومة ؟ لا يخفى علينا انا ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة... لكن هل الظروف الراهنة تسمح بتطبيق هذه القاعدة ... لا شك أن لكل قاعدة خصائص و أرى أن من أهم خصائص تلك القاعدة هو توفر القوة أصلا ... فعن أي قوة نتحدث في ظل الانقسام الذي نعيشه ؟ أليس أولى بِنَا أن نتحد أليس في الاتحاد قوة؟ و كيف نتحد اذا لم يكن هناك فهم معمق للظروف الراهنة و نواصل تلفيق الاتهامات لبعضنا البعض لمجرد الاختلاف السياسي ... في رام الله مثلا تطالب حماس السلطة بوقف الإعتقال السياسي ، هذا الإعتقال لنشطاء يطالبون السلطة بوقف المفاوضات و تفعيل المقاومة لكن هناك ايضا اعتقال سياسي في قطاع غزة... و توقيف لصحفين و نشطاء... أليس اولى ان ينتهي ذلك قبل الحديث عن القوة ؟ لا شك ان المفاوضات مع الاسرائيلين أثبتت فشلا ذريعا و لا اريد ان أخوض في تفاصيلها الان من المفاوض الى الأسلوب ... لكن لنعد للوراء قليلا و لننظر الى ايام المقاومة و السياسة عندما كانتا معا تستفيد واحدة من الاخرى ... أرى ان السياسة و المقاومة مكملتان لبعضهما البعض فالمقاومة تدعم السياسي بأن يكون صاحب موقف قوي و السياسي يحمي المقاومة بأن ينقل للعالم حقائق ما يدور على الارض ... و للحديث بقية ان لقيت كلماتي أذان مصغية