24.96°القدس
24.5°رام الله
26.08°الخليل
25.88°غزة
24.96° القدس
رام الله24.5°
الخليل26.08°
غزة25.88°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الإرهاب هو الاحتلال والفقر والقمع والفساد والديكتاتورية

انشغل العالم خلال الأسبوع الماضي بالحادث الإرهابي الذي وقع في فرنسا على يد أصوليين، حسب المصطلحات الشائعة بوسائل الإعلام منذ سنوات، مما دفع هذا الحادث الإجرامي إلى تحشيد قادة العالم حول هدف محاربة الإرهاب والدعم لفرنسا في حربها ضد الإرهاب «الإسلامي». وما المسيرة غير المسبوقة التي نظمت على عجل يوم الأحد الماضي إلا رسالة واضحة نحو حشد القوى للمرحلة المقبلة، وما إذا كانت تستدعي تدخلاً عسكرياً جوياً وبرياً وبحرياً، في الدول التي أصبحت مكاناً آمناً لهؤلاء المسلحين، وخاصة في سوريا والعراق وليبيا وقد تمتد الساحة إلى اليمين. ولكن جميع دول العالم تجاهلت آلية مكافحة ومحاربة الإرهاب الحقيقية، فالمطلوب التعامل مع المرض واسبابه، وليس التعامل مع أعراض المرض، وهذا يستدعي إلقاء الضوء على اسباب التطرف والعنف، الذي لم ينته من العالم منذ الخليقة، وأن تعددت اشكاله. حتى إن الحربين العالميتين يمكن أن يتم تصنيفها أنها حروب إرهابية، فكم من الضحايا المدنيين سقطوا إبان الحرب، وكم من البنى التحتية دمرت، وكم من البيئة أُفسدت وكم وكم.. من الأسئلة التي لن تتوقف.. وهناك دائماً عوامل تقف وراء اكتساب السلوك الفردي والجماعي، فالإنسان بطبيعته يُولد مسالماً، ولكن البيئة المحيطة به داخلياً وإقليمياً ودولياً تدفع به للسير قدماً على فطرته، أو ممارسة سلوك لدفع الظلم والاضطهاد والاستعمار الأجنبي. لذا فإن من أهم العوامل التي تشجيع العنف أو الكفاح المسلح أو الإرهاب تتمثل في: أولاً: الاحتلال الأجنبي. ثانياً: الظلم والأضطهاد والقمع. ثالثاً: الفساد والفقر. رابعاً: الفهم الخاطئ للعقيدة، والاستفزاز في العقيدة. الاحتلال الأجنبي: يلعب الاحتلال الأجنبي كاملاً مهما يدفع الشعب الذي يقع تحت غير الاحتلال إلى النضال ضد القوى المحتلة التي تصادر حريته وكرامته وتنهب ثرواته، هذا من الزاوية العامة، أما من النامية الخاصة، فإن احتلال فلسطين عام 1948، وطرد أهلها ليعيشوا حياة اللجوء في دول الجوار، بل في دول العالم، تم استكمال احتلال أرض فلسطين إثر العدوان الإسرائيلي عام 1967، الذي لا يزال جاثماً على أرض فلسطين منذ حوالي 7 عقود من الزمن، خلافاً لمنطق الحق ولميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي.. كما أن الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح، والجرائم التي ترتكبها العصابات الإرهابية الإسرائيلية «التي تزعم أمام العالم الغربي إنها واحة للديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط»، والتي ترقى بل تصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وما الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات ما هو إلا جريمة حرب، وكذلك تقرير لجنة التحقيق الدولية، التي أقرّت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بتقريرها المعروف «بتقرير جولدستون»، إلا هو المحفز على مقابلة الإرهاب بالنضال بكافة أشكال الوسائل من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير. كل ذلك يتم بدعم وتأييد امريكي وغربي إلى حد كبير، مما يزرع الكراهية للمحتلين والقوى الداعمة لهم، ونظراً لمكانة فلسطين الاستراتيجية والدينية، فإن استمرار الاحتلال ودعم الاحتلال، يشكل دافعاً لدى قوى عديدة عربية وإسلامية، لأن تتخذ منها سبباً ودافعاً لتبرير أعمالها. الظلم والاضطهاد والقمع: إن دعم الأنظمة الشمولية والديكتاتورية واللاديمقراطية من قبل الولايات المتحدة المتحدة خاصة، يحملها المسؤولية أمام الشعب الذي يعاني من القمع والظلم والتنكيل وتكميم الأفواه، وحرمانها من حقها بالمشاركة بالقرارات السياسية وفقاً لمبادئ الديمقراطية السلمية، تدفع ببعض المحيطين واليائسين لأن يخرجوا معن فطرتهم واللجوء إلى التعبير بالعنف، «وإن كنا نرفضه كغالبية الشعب». الفساد والفقر: ان استشراء الفساد المالي والإداري يؤدي إلى شعور كبير بغياب العدالة والمساواة وحرمانهم من التنافس وفقاً لمعايير الكفاءة والمؤهلات، كما أن الفساد يساعد على احتكار الثروة بيد نسبة بسيطة من المحظوظين المقربين من السلطة وأجهزتها، مما يساعد على زيادة الفقر وانتشار البطالة والبطالة المقنعة، مما يجعل البعض يشعر بل ويعتقد أن لا شيء يخسره فيما لو قام بالتعبير أو الثأر «حسب اعتقاده» من الفسادين والظلمة، ولو أدى ذلك إلى قتله. الفهم الخاطئ للعقيدة والاستفزاز في العقيدة: وهنا أخص بالذكر ما يقال عن الحركات التي تتخذ من الدين الإسلامي مبررا لأعمالهم، وخروج البعض عن المألوف والمراد به وفقاً للشريعة الإسلامية وهنا تتحمل الأنظمة الديمقراطية المسؤولية الكاملة عن ذلك بسبب غياب توعية الأجيال عبر مناهج التعليم والإعلام المستقل عن تفسير الدين الذي يواكب العصر ويصلح لكل زمان ومكان، كما أن استفزاز الناس في عقيدتهم يولد لديهم ردة فعل لا يمكن التنبوء بها، كما أن استخدام الدين لتحقيق مآرب سياسية كما حصل عندما تم تجنيد الشباب للجهاد، أي على أسس دينية إسلامية لمحاربة الاتحاد السوفياتي الشيوعي في أفغانستان، فالمطلوب إذن لمحاربة الإرهاب محاربة اسبابه والتي ألخصها بما يلي:- - تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وفقاً لقرار 181 وهذا أضعف الايمان وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى أراضيهم ومنازلهم ومدنهم وقراهم الأصلية. - رفع الشرعية والدعم عن الأنظمة اللاديمقراطية. - رفع مستوى المعيشة والعدالة والمساواة والحرية للشعوب من خلال التنمية ومكافحة الفساد. - فتح الاعلام امام القوى الدينية والحزبية والفكرية لشرح العقيدة الإسلامية، كما مطلوب تنشئة الاجيال القادمة عبر منهاج التعليم في المدارس للقبول بالآخر واعتماد الحوار والتعبير السلمي. وهذا أضعف الايمان، وبذلك يتم السماح بقدر كبير باجتثاث التطرف مهما كان مصدره.