أصبح الحديث حول عجز حكومة الوفاق وارتهانها لقرار أبو مازن السياسي وانتقاد ضعفها وتوصيف قدراتها الإدارية "المخصية" تجاه قطاع غزة أمر مكرر، وبات المواطن مقتنعا به ويحفظه عن ظهر قلب، وهو يريد اليوم موقفا حازما وفعلا "يفشه"، ولسان حاله يقول: ماذا بعد؟ لكن لا ضير أن نكرر هذه المرة أيضا توصيف الحالة التي وصلنا اليها لعل التكرار يفيد الحمار الذي ما انفك يدافع عمن حولونا إلى ضحايا لممارسة ساديتهم السياسية، واضطراباتهم الوطنية. آخر ما وصلنا من هذه الظواهر المرضية انه وأثناء اعتصام الموظفين في مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي اتصل أحد الوزراء في غزة برئيس الوزراء رامي الحمد الله وإبلاغه بالوضع واحتجاج الموظفين وطلباتهم... فكان رد الحمد الله أنه سيجري بعض الاتصالات ويعود إليه... وبعد أن تأخر في الرجوع قام الوزير بالاتصال بالحمد الله فوجد جواله مغلقا... وقال بالحرف: "الهلس مسكر جواله". وللتوضيح فان تعريف كلمة "هلس" بالعامية شتيمة من الشارع مرادفها قلة الأدب، لكن لها تعريف مختلف في اللغة العربية فمعنى هلس في تاج العروس: الدِّقَّةُ والضُّمُورُ في الجِسْم. وقال ابنُ دُرَيْد: الهَلْسُ: مَرَضُ السِّلِّ كالهُلاَسِ بالضَّمِّ. وقِيلَ: المَهْلُوسُ من الرِّجَالِ: الَّذِي يَأْكُلُ ولا يُرَى أَثَرُ ذلِك في جِسْمه والْهَلْسُ من الكَلامِ: الخُرَافَاتُ هكذا يَسْتَعْمِلُونَه وكأَنّه مَهْزُولُ الكَلامِ. وبناء على التعريف اللغوي فان حكومة رئيسها "هلس" يعني أنها ضعيفة ومريضة، وكل وزير مهلوس بحسب التعريف الثاني، هو هزيل في الجسم والشخصية، وكلام الهلس من الخرافات أي ينبغي ألا يصدق ويبنى عليه ومن يتعاطى مع مهزول الكلام عليه أن يتحمل عاقبة ذلك. ويمكن أن نستنتج من خلال التعريفات العامية واللغوية السابقة تعريفا اصطلاحيا يتوافق مع السلوك والممارسة بأن هذه حكومة "مهلسة" ولا ينطبق عليها توصيف حكومة توافق، وأن الشعب الفلسطيني يفقد كرامته في ظل القيادة الحالية، قيادة ترى أن الطريقة الأمثل للتعاطي معه، هي "إدارة القطيع"، يضرب أغنامه بعصاه فتهرول في الاتجاه الذي يريد. بالمختصر... هذا زمان "الهلس".