24.96°القدس
24.5°رام الله
26.08°الخليل
25.88°غزة
24.96° القدس
رام الله24.5°
الخليل26.08°
غزة25.88°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: صواريخ «القسام» وتجارب البحر!

في غمرة إنشغال السلطة الفلسطينية بالبحث عن مكان لها على طاولة المفاوضات الإسرائيلية البائسة، استمراراً لمسلسل الخيبات والويلات التي لحقت بالفلسطينيين نتيجة تلك المفاوضات التي ما هي سوى سراب في سراب، فإن ثمة طرف آخر في المعادلة الفلسطينية يعد العدة لموجة جديدة ومتصاعدة من المواجهة مع المحتل. بحسب معلومات متكررة للجيش الصهيوني فلا يكاد يمر أسبوع منذ انتهاء الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة في آب الماضي، إلا ويعلن الاحتلال إطلاق كتائب الشهيد عز الدين القسام، صاروخاً أو إثنين وربما أكثر من قطاع غزة باتجاه البحر في إطار تجاربها لتطوير ترسانتها الصاروخية، عبر الاعتماد الذاتي على نفسها. الجناح العسكري لحركة حماس أدرك جيداً حجم المؤامرة التي تحاك ضد المقاومة الفلسطينية من القريب والبعيد، وبالتالي جاءت التجارب الصاروخية والعسكرية استعداداً لمواجهة قادمة مع المحتل، لتكثف الكتائب القسامية من تجاربها تلك وصولاً لمعركة قادمة مفتوحة شرسة لا هوادة فيها، وقادة القسام يعلمون جيداً أن القوة الصاروخية تمثل محوراً هاماً في إدارة دفة الحرب لصالح طرف على آخر. الاستخبارات العسكرية الصهيونية أكدت رصد أقمارها الاصطناعية العسكرية إجراء كتائب عز الدين القسام، بشكل شبه يومي، لتجارب إطلاق صواريخ متوسطة وبعيدة المدى تجاه البحر، الأهم بحسب جيش الاحتلال ليس إطلاق الصواريخ وإنما نوعية تلك الصواريخ وكذلك تطوير الوسائل القتالية والأسلحة الخاصة بالمقاومة الفلسطينية بالقطاع، بمعنى آخر تتخوف المؤسسة العسكرية الصهيونية من أن تكون معركة "العصف المأكول" مجرد نزهة مقارنة بما ينتظرها في الجولة القادمة من الحرب مع حماس. الخبير الصهيوني أفيعاد دادون ذهب بعيداً في تحليلاته بالقول إن "حماس تقود الحرب على إسرائيل عبر غرفة عمليات تقنية متطورة وهو ما يفسر العدد القليل من قتلى حماس الذين يديرون ترسانتهم العسكرية بوسائل تكنولوجية متقدمة دون الحاجة للظهور أو التعرض لخطر القصف الإسرائيلي". قبيل أيام على نهاية الحرب الأخيرة على قطاع غزة، تخوف الجيش الصهيوني كثيراً من الصواريخ التي بدأت كتائب القسام بإطلاقها تجاه المواقع الصهيونية لا سيما على حيفا وتل أبيب، إذ تميزت الصواريخ الأخيرة بالدقة العالية في إصابة الأهداف، وحجم أكبر من التدمير تحدثه تلك الصواريخ نتيجة حجم الحشوة المتفجرة التي تحملها، إضافة إلى التطور في القوة الدافعة لها. وهو الأمر الذي أثار الرعب في صفوف المؤسستين العسكرية والسياسية خشية من دخولها في مرحلة جديدة لا تستطيع حكومة نتنياهو تحمل تبعاتها، وبالتالي كانت النتيجة الرضوخ بشكلٍ علني على أقل تقدير لمطالب المقاومة -والتي لم يتم تنفيذها للأسف- من بينها الميناء والمطار. من جديد يعيش الصهاينة في حيرة من أمرهم، حول الطريقة والمكان والزمان الذي تقوم به كتائب القسام بتطوير صواريخها العابرة للأراضي الفلسطينية على كامل الحدود، فوحدة التصنيع التي قامت بإعادة إنتاج حاجتها من الصواريخ أثناء الحرب ما الذي من الممكن أن تفعله في ظل حالة الصمت السائدة، إلا من صوت البحر الذي يفتح فيه لإنتاجات كتائب القسام الجديدة على امتداده واتساع رقعته المائية.