25.52°القدس
25.01°رام الله
25.53°الخليل
26.22°غزة
25.52° القدس
رام الله25.01°
الخليل25.53°
غزة26.22°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: لنفهم مغزى رسالة الضيف

تلقفت الوسائل الإعلامية المؤيدة لسياسة إيران وحزب الله بشغف كبير الرسالة الموجهة من القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والتي تعزي بقتلى حزب الحزب في الغارة الإسرائيلية على القنيطرة الأسبوع الماضي، وصدرتها نشراتها وأعطتها حيزاً من التحليل، لا سيما أن التوقيت يحمل رسائل سياسية هامة، ودلالة على أن الحزب يحاول أن يعيد إلى الأذهان صورته الحقيقية في مقارعة الاحتلال. ما تجاهلته وسائل الإعلام هو أن الرسالة جاءت رداً على رسالة سابقة بعث بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للتعزية باستشهاد قيادات القسام إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف 2014، لم تكن الرسالة لتخرج من القسام لولا القناعة بل قد أقول المعلومة التي لديهم بان المستهدفين كانوا يعدون العدة لتنفيذ عملية عسكرية في الجولان، كما أن القسام لم يمانع من تسريب فحوى الخطاب المرسل من قائده العام. خلقت الرسالة حالة من التباين في المشهد الفلسطيني، فحاول البعض اعتبارها تطوراً نوعياً يخدم العمل المقاوم، في حين رأي أخرون أنها تحمل تجاوزاً لقواعد العمل السياسي كون أن العلاقات السياسية تدار من قبل الجناح السياسي، الرأي الأول كان أقرب للصواب بما لديه من المدلولات السياسية الصحيحة التي قد يُبني عليها في المستقبلـ غير أن الرسالة لم تحمل ما يدعم حزب الله أو يتحدث عن علاقات نوعية بقدر ما تحتويه من معان إنسانية. أما الرأي الثاني فبني افتراضيته الخاطئة على ما تمر به العلاقة من حالة من الفتور بين حركة حماس وإيران وحزب الله، بعد ما شهدته من شبه قطيعة خلال الأعوام السابقة مع تزايد الدعوات إلى ترتيب العلاقات بينهما، فالرسالة لم تتجاوز الموقف السياسي لحماس، بل جاءت استكمالاً لما قام به رئيس المكتب السياسي لها خالد مشعل من إجراء اتصال هاتفي مع الأمين العام لحزب الله، وإبراق نائبه إسماعيل هنية بتعزية للحزب، كما لم تحمل تجاوزاً للأطر القيادية، فالقسام والجناح العسكري لحزب الله بينهما العديد من المراسلات وتبادل الخبرات وتدريب الكوادر والاستفادة من التجارب خلال الفترة التي شهدت علاقات مميزة بنهما. ثمة موقف عاطفي في المشهد العربي بعمومه والسوري بخصوصه معارض للرسالة نتيجة ما يقترفه الحزب من جرائم وفظائع في سوريا، إلا أنهم لم يتمعنوا في فحوى ما ورد من مضامين غمزت بها كتائب القسام لحزب الله ومن خلفه إيران بضرورة وقف القتال في سوريا، وتصويب البوصلة نحو العدو الإسرائيلي، والكف عن اهدار الطاقات بما لا يخدم مقاومة الاحتلال. مخطئ من يظن أو يروج بأن حماس والقسام عادا لمحور المقاومة ( إيران_ حزب الله)، فهذا فهم قاصر فإن من يتحالف مع حماس هو الذي ينتقل إلى مربع المقاومة وليس العكس، فهي التي تقاوم على الأرض ولم تتخلى عن أجندتها ضد الاحتلال، وهي من تقود المقاومة في فلسطين على المستوي السياسي والعسكري، فكيف يدعي البعض أنها عادت؟ بوصلة المقاومة هي فلسطين، فمن يدعمها يكن من المقاومة، ومن يتخلى عنها يكن خارجها. ربما يوجد ما هو أبعد من رسالة تعزية، فكتائب القسام وبعد تجاربها المتكررة في الحروب تحتاج إلى أسلحة نوعية تعزز من مقاومتها لإسرائيل عقب ما تعرضت له من حصار إثر الانقلاب العسكري في مصر في حين حظيت بدعم غير محدود على كافة الأصعدة فترة تولي الرئيس مرسي مقاليد الحكم، وبعد أن توقف الدعم من إيران وحزب الله نتيجة موقف حماس والخروج من سوريا. كما أن أنظار الضيف ترنو إلي الجبهات المحيطة بفلسطين، فعدوان الجرف الصامد عزز عجز الاحتلال عن خوض المواجهة على أكثر من جبهة في ظل التواجد الفلسطيني في لبنان وسوريا. المتمعن والفاحص لعبارات الضيف يدرك بأنها لا تخدم حزب الله بقدر ما تضعه في موقف الحرج، فمتطلبات المرحلة كثيرة والعبارات تحتاج إلى أفعال، ماذا سيكون موقف الحزب، هنا الاختبار الحقيقي له في دعم المقاومة والسماح للفلسطينيين بالانطلاق من الجبهات الأخرى نحو مقاومة الاحتلال. أعتقد بأن رجلاً كمحمد ضيف أمضي ما يقارب الربع قرن في مقارعة الاحتلال، أدري بشؤون كتائبه ومصالح جيشه ومستقبله، فمن قاوم بالحجر حتى وصل للصاروخ وإذلال الاحتلال يقود مشروعاً تحررياً أوسع من أفاق الحزبيين، وما مشروع طلائع التحرير الذي ينفذ الآن في غزة إلا خير دليل على ذلك.