26.66°القدس
26.04°رام الله
25.53°الخليل
27.24°غزة
26.66° القدس
رام الله26.04°
الخليل25.53°
غزة27.24°
الأربعاء 26 يونيو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.74

خبر: مصر وبر الأمان

المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، في انتظار نظام جديد يخلف نظام حسني مبارك، مرحلة حرجة تحتاج إلى كثير من الوعي والتعقل، فهذه مصر وليس من السهل إنهاء تركة نظام سابق، عمّر عقوداً من الزمن بين ليلة وضحاها، ولا في بضعة أشهر، والخطوات الواجب سلوكها تحتاج إلى أن تكون خطوات مدروسة وواثقة وهادفة للوصول بأرض الكنانة إلى بر الأمان . الوضع حرج، والغليان السياسي لا يخشى منه إن بقي في الإطار السياسي، والتنافس مشروع، المهم ألا يتم احتواء الثورة ومطالبها، والالتفاف عليها، والانحراف بها إلى اتجاهات أخرى غير تلك التي خرج الملايين من أجلها في 25 يناير وما بعده، والتي توجت مرحلياً برحيل النظام . “ميدان التحرير” ما زال نابضاً، وهذا جيد، كما غيره من الميادين خارج القاهرة . وثمة إعادة فرز سياسي تشهدها مصر، من خلال بث الروح في الحياة الحزبية بألوانها السياسية كافة . والمجلس العسكري الذي يقود المرحلة الانتقالية يراقب ويتابع، ويؤكد حتى الآن على مواقفه السابقة التي كان لها بالغ التأثير في حسم رحيل مبارك وأركان نظامه . وحكومة عصام شرف حتى الآن أيضاً تعمل وتجتهد وتسعى إلى التغيير، تغيير في بنيتها، وتغيير في بنى المؤسسات التي كانت حاكمة أو متحكمة . يجري ذلك وعيون شباب ثورة يناير، تراقب وتتابع أيضاً، وفي اللحظات المناسبة تحذر وتتحرك لتأكيد التحذير، مخافة على ما تحقق من إنجازات، وعلى وعود التغيير الفعلي الذي ينتظره المصريون، في ظل وجود مراكز قوى ما زالت تمانع وتحاول إبقاء الحال على ما هو عليه، ولو من خلال عمليات تجميلية تجريها لتتسلل من جديد وليكون لها حضور في بلورة النظام الجديد . ما كان مشكواً منه مطلوب حسمه، لتبحر سفينة مصر الغد إلى ما يحقق تطلعات المصريين وأمانيهم، وخصوصاً حسم حكاية “البلطجية” التي تطل من حين إلى آخر، في محاولة لرد عقارب الساعة إلى الوراء، إلى جانب استكمال الخطوات التطهيرية التي تسلكها الحكومة، لا سيما في أجهزة ارتكبت الكثير من الشنائع في حق الناس وأهل الثورة لمنع الاقتراب منها، وللحفاظ على وجودها المخل والمشكو منه . وليس بغير تعاون جميع العقلاء والحرصاء والحكماء ما يسمح بتمرير المرحلة الانتقالية، بيسر وأمان، ويعيد لمصر قوتها ومنعتها وبهاءها وحضورها الفاعل في منطقة يختل توازنها كلياً، إن لم تكن مصر كما يرتجي كل مصري وكل عربي من الماء إلى الماء .