24.96°القدس
24.5°رام الله
26.08°الخليل
25.88°غزة
24.96° القدس
رام الله24.5°
الخليل26.08°
غزة25.88°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: هل تقف (إسرائيل) وراء هجمات باريس والهجمات المقبلة؟

على الرغم من الهزات الأمنية التي أصابت فرنسا مؤخراً وكشفت عوار أجهزة الأمن الفرنسية إزاء التهديدات التي تواجهها، إلا أن الشعب الفرنسي ومعه قادة العالم وشعوبهم وقفوا في وجه هذه المخاطر وأرادوا أن يعبروا عن تضامنهم وتعاضدهم ضد كل أصناف الإرهاب التي تتعرض لها فرنسا وربما أوروبا، لا سيما التي تستهدف وسائل الإعلام والتعبير عن الرأي. رسالة المظاهرات التي قدرت بنحو 3 ملايين شخص في فرنسا وحدها، والآلاف حول العالم، كانت واضحة ومحددة، وهي ضرورة التحرك ضد أي اعتداء على قيم حرية التعبير والرأي ورفض أي ممارسات إرهابية قد تعرض هذه القيم للزوال أو التهديد أياً كانت الجهة. ورغم حرص الرئيس الفرنسي ووسائل الإعلام الرسمية على عدم وسم الإسلام والمسلمين بجريرة الاعتداءات الأخيرة، إلا أن من الواضح أن هذه الاعتداءات سوف تترك آثارها عميقة في مخيال الشعوب الأوروبية الجمعي وسوف يتعرض المسلمون والجاليات الإسلامية والعربية تحديداً لمزيد من المضايقات والممارسات العنصرية بسبب ما جرى مؤخراً. الكل الآن متحد وموحد خلف هدف واحد هو محاربة الإرهاب، لكن هذا الهدف سوف يطال بقصد أو دونما قصد، هذه الجاليات المسلمة والعربية وسوف نعرف نظرة جديدة قديمة تنتهك الخصوصية والحرية الخاصة بمواطنين ولدوا وعاشوا وتربوا في كنف الدول الأوروبية التي استقبلتهم قبل عشرات السنين مهاجرين أو طلاباً أو عمالاً، للإسهام في نهضتها الحالية، والانخراط في نسيجها الاجتماعي. المتهم الوحيد الذي قد يكون من المستغرب اتهامه في هذا السياق بالمسؤولية عما جرى، وربما الاتهام بالعنصرية ومعاداة السامية وحتى الانغماس في نظرية المؤامرة حتى النخاع، هو اللاعب الأكثر قدرة على تنفيذ هذا النوع من العمليات الدقيقة والمحترفة، وهو ما تدلل عليه نوعية العمليات الإرهابية وقدرة الفاعلين على الهروب والتنفيذ بدقة كبيرة، وهو (إسرائيل)! قد يكون تصرف الحكومة الإسرائيلية المدين للاعتداءات والمسارع بالمطالبة بحماية المراكز الحيوية اليهودية في فرنسا، غير مستغرب في هذا السياق، ناهيك عن مسارعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المطالبة بدفن قتلى الاعتداءات على المتجر اليهودي في فلسطين المحتلة، وتوقع (إسرائيل) أن يعقب هذه الاعتداءات الباريسية موجة من الهجرة الفرنسية إلى أراضيها ما قد يبلغ نحو 10 آلاف شخص. لكن تسريبات استخباراتية وإعلامية تشير إلى احتمال وقوف (إسرائيل) وراء هذه الهجمات، والسبب الرئيسي هو محاولتها معاقبة فرنسا تحديداً وبقية الدول الأوروبية على محاولات التصويت لنيل الاعتراف بدولة فلسطين واستقلالها، رغم أنه اعتراف رمزي وغير ملزم لحكوماته وبقية الحكومات الأوروبية، ما يفسر حجم الغضب الإسرائيلي من الخطوة الرمزية لكنها تندرج في سياق تعزيز تراجع مكانة (إسرائيل) في العالم لا سيما لدى الشعوب الأوروبية. السبب الآخر في رغبة (إسرائيل) معاقبة فرنسا من خلال القيام بهذه العمليات الإرهابية والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار فيها وفي بقية الدول الأوروبية، هو تأييد فرنسا لمشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن في وقت صوتت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا ضده، ورغبتها في "فرك أذن" فرنسا الرسمية والشعبية جراء دعمها المعلن للطموحات الفلسطينية في مجلس الأمن والأمم المتحدة. السبب الثالث الذي دفع (إسرائيل) إلى المغامرة وتهديد الأمن الفرنسي والأوروبي هو اعتراض الحكومة الفرنسية على رغبة (إسرائيل) المتزايدة لتهجير المزيد من اليهود الفرنسيين إلى الأراضي المحتلة، وإعلانها ذلك صراحة وبشكل رسمي، وهو ما يعبر عنه توقعات الحكومة الإسرائيلية بهجرة نحو 10 آلاف يهودي فرنسي إليها بعد الأحداث الأخيرة والاضطرابات الأمنية التي تعرضت لها فرنسا والتي سوف تتعرض لها أوروبا تباعاً. خلق مشاكل للاتحاد الأوروبي داخل أراضيه، مما يجعله ينشغل بمشاكله الخاصة ويشتت الانتباه عن قضية الاعتراف بفلسطين، واحد من أهم الأسباب التي تشير لوقوف (إسرائيل) وراء هذه الهجمات الإرهابية على فرنسا، فالانغماس الأوروبي في الملف الفلسطيني يزعج (إسرائيل) إلى درجة جعلها تفكر جدياً في إشغال أوروبا بمشاكلها، والإقدام على تهديد أمنها الداخلي، ولذلك بدأت التهديدات الأمنية انطلاقاً من السويد والهجوم على العديد من مساجدها من قبل متطرفين عنصريين كونها أول دولة من أوروبا الغربية تعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية. آخر هذه الأسباب التي دفعت (إسرائيل) للإقدام على تنفيذ عملياتها الإرهابية ضد الأهداف الفرنسية والغربية رغم كونها موجهة في بعض الأحيان إلى أهداف يهودية، ما يذكرنا بتعاون الوكالة اليهودية مع "هتلر" لتهجير اليهود من أوروبا، هو تكوين انطباع لدى المجتمع الأوروبي بأن المسلمين هم الإرهابيون الموجودون بين ظهرانيهم، وبما أن الفلسطينيين في مجملهم مسلمون، بالتالي لا يجوز تقديم أي نوع من الدعم لهم، أو تأييدهم في المحافل الدولية في مقابل احتكار حق الضحية في ذات المحافل، لا سيما أن المهاجمين في هذه العمليات كما تم نسبة ذلك، هم عرب ومسلمون، وبالتالي فإن المخيال الجمعي الأوروبي سوف يقرن بين العرب والمسلمين وبين الفلسطينيين في أي محفل دولي، ويهدد قضيتهم العادلة. قد تكون الأهداف المذكورة أعلاه من أسباب تستدعي اتهام (إسرائيل) بالوقوف خلف الاعتداءات الإرهابية الأخيرة في فرنسا، معقولة ووجيهة، وتدعمها تسريبات إعلامية ومخابراتية تكتمت وسائل الإعلام الغربية على نشرها ورفضت نشرها، بسبب حساسية اتهام (إسرائيل) ومكانتها في الغرب، لكن ما يعزز اتهام (إسرائيل) بذلك هو امتناع الرئيس الأمريكي نفسه عن المشاركة في التضامن مع فرنسا والحضور رسمياً إلى باريس مع بقية قادة العالم... فالإدارة الأمريكية تعلم تماماً من يقف خلف هذه الهجمات وتدرك مسبباتها، وربما توصلت المخابرات الفرنسية إلى النتيجة ذاتها، لكنها تجد نفسها مرغمة على التناغم من القصة الدرامية المحبوكة إعلامياً في الوقت الحالي، وعدم فضح ضعفها أكثر من ذلك، وهو ما يفسر إغلاق ملف مطاردة الأخوين كواشي وحياة بومدين، الأول باستسهال قتلهما والتكتم على مخزن المعلومات التي كان من المحتمل الكشف عنها، والأخرى بالقول إنها سافرت إلى تركيا ومنها إلى سورية والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، ويا دار... ما دخلك شر!