25.52°القدس
25.01°رام الله
25.53°الخليل
26.22°غزة
25.52° القدس
رام الله25.01°
الخليل25.53°
غزة26.22°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: نهاية (إسرائيل) تقترب (2-2)

الآن، اختلفت المقاومة العربية عن الأنظمة العربية، كما أن جيش إسرائيل اختلف عما كان عليه في بداية تأسيس الدولة. الجندي العربي المقاوم يتمتع الآن بوعي عميق بأهدافه وبقضاياه، ويتلقى تدريبا مهنيا متطورا، ويملك سلاحا يؤهله لخوض حرب لا يخرج منها مهزوما، وإنما للصمود والنيل بقوة من العدو. كما أن الجندي العربي المقاوم يملك عقيدة قتالية ترتكز أساسا على العقيدة الإسلامية والإيمان بأن الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى، وهو يتسلح بتصميم متين على القتال حتى الرمق الأخير. ولهذا لم يعد جنودنا يقتلون بضرب ظهورهم، فهم يتلقون الرصاص بصدورهم ورؤوسهم، وهم يعون تماما أن مؤسسات المقاومة تخلفهم جيدا في أهليهم إن هم سقطوا شهداء. إسرائيل تملك السلاح المتطور وهي قادرة على إحداث تدمير هائل في القرى والمدن العربية، وقادرة على قتل الناس جماعات، لكنها لم تعد قادرة على التحرك برا في مواجهة المقاومة. لقد جربت دخول غزة أثناء حرب عام 2014، لكن جيشها لم يصمد نصف يوم واضطر للهرب من أرض المعركة لشدة ما واجه من مقاومة. أما الجندي الإسرائيلي فتحول مع الأيام إلى "كيت كات"، أي إلى جندي البسكويت والشوكولاته الذي يبحث عن أمه للجلوس في حضنها. لقد أدى حرص الإسرائيليين المبالغ فيه على الحياة إلى تدهور الروح القتالية لدى الجندي، وإلى اهتمامه بصديقته وأعمال الترفيه على حساب متطلبات الميدان. الجندي الإسرائيلي الآن غير منضبط ومترهل وسريع البكاء والعويل والانهيارات النفسية. هذا لا يعني أنه غير مدرب وغير منظم، ولكن يعني أن تلك الروح القتالية التي كانت مع بدايات تكوين إسرائيل تغيب عن المشهد تدريجيا، وأصبح الجندي العربي المقاوم متفوقا عليه في كل معايير الجندية المصممة على القتال وكسب الحرب. وهذا يدفع إسرائيل إلى استغلال قدراتها التدميرية لكسر إرادة الجندي العربي المقاوم. لا يستطيع الجندي الإسرائيلي مواجهة الجندي العربي المقاوم، فتعمل إسرائيل على استعمال الجو لإنقاذ جيشها من الاندحار المشين. لكن هل ستبقى إسرائيل سيدة الجو؟ طبعا لا، لأن المقاومة العربية في غزة وفي لبنان حريصة على امتلاك مضادات الطيران، وربما استطاع حزب الله أن يمتلك منظومة صواريخ مضادة للطيران منذ فترة من الزمن، وسنشهد في المرحلة القادمة تحريم الأجواء اللبنانية على الطيران الإسرائيلي. [title]التقنية العربية والتكتيك العسكري[/title] المقاومة العربية لا تهرّب السلاح فقط وإنما تصنعه أيضا، وتقنيتها العسكرية تتطور بشكل سريع. صناعة الصواريخ والقنابل بكافة أشكالها لم تعد سرا أو حكرا على دول، واستطاعت المقاومة الفلسطينية أن تطور صواريخ يبلغ مداها أكثر من مائة كيلومتر بعد أن كان صاروخها يوصف "بمواسير التنك". وأقام حزب الله مصانع تحت الأرض لتكون الرصيد الإستراتيجي لبقاء عجلة إنتاج الصواريخ مستمرة. ووصل الحد إلى أن المقاومة العربية أخذت تصنع الطائرات الإلكترونية، وستكون قادرة قريبا على التشويش على الطائرات الحربية الإسرائيلية لتربكها في تحديد أهدافها وأماكن القصف المحددة لها، وسيوجه التطور التقني المقاوم مستقبلا الطائرات الإسرائيلية لقصف أهداف إسرائيلية وليست عربية. وعلى الرغم من تفوق إسرائيل تقنيا وعلميا على المقاومة العربية فإن المقاومة متفوقة على إسرائيل في التكتيك العسكري، حتى باتت إسرائيل تخوض حروبا عمياء إلى حد كبير. لقد طورت المقاومة العربية أساليبها العسكرية في مواجهة إسرائيل، وحصنت نفسها أمنيا ضد وسائل المخابرات الإسرائيلية. وأضحت إسرائيل تُفاجأ بقدرات المقاومة وبأساليبها القتالية التي حيدت -إلى حد كبير- تأثير الطيران على المقاتلين، وأوقفت الزحف البري الإسرائيلي ودحرته. لم تعد إسرائيل بمنأى عن الفساد، بل دخلته من أوسع أبوابه ليشمل رئاسة الدولة ووزراءها والجيش والأجهزة الأمنية. الرشوة والوساطات والمحسوبية والصفقات المشبوهة تنتشر في إسرائيل لتصل إلى كل ركن وزاوية. وحسب ما يتردد، فمن الصعب أن تجد في إسرائيل من ليس فاسدا، وكل فرد يحدث نفسه بأن عفافه لن يفيده بشيء، وإذا لم يكن فاسدا ويحصل على نصيب من الكعكة، فإن غيره سيحصل على حصته، ويبدو أن أغلب الناس العاديين قد اقتنعوا بأن التعالي على الفساد يلحق الضرر الكبير بالشخص، وأن مصلحة الفرد لا تستقيم إلا بفساده. أثـّـر هذا الحجم الهائل من الفساد على العلاقات الاجتماعية والسياسية فاستمر التمزق الاجتماعي في التوسع والمشهد السياسي في التفتت. وضعف التركيبة الاجتماعية وهبوط المستوى الأخلاقي يؤديان إلى إضعاف الدولة وشل قدراتها على مواجهة التحديات، ويؤثران سلبا على ميزانية الدولة بسبب التهرب الضريبي والاختلاسات والصفقات المالية غير المشروعة. وأهم من ذلك، يؤدي الهبوط الاجتماعي والأخلاقي إلى هبوط في الروح المعنوية للناس، ويضعف ثقتهم بالدولة ورغبتهم في التعاون مع الحكومة والحرص على هيبة الدولة والجيش والأجهزة الأمنية. إسرائيل تضعف من الداخل بصورة متسارعة مما يرفع فرص هجرة الإسرائيليين إلى الخارج. [title]الضعف العربي[/title] الضعف العربي هو أكبر رصيد إستراتيجي تملكه إسرائيل. إسرائيل دولة قليلة السكان وصغيرة المساحة، ومهما عظمت فإنها لا تستطيع أن تواجه تحديات المستقبل المفروضة من العرب والمسلمين، وإذا كانت قد أحرزت انتصارات كبيرة في الماضي فذلك بسبب الأنظمة العربية التي أصرت على ضعفها، وعلى محاربة كل عربي يريد محاربة إسرائيل بصورة جادة. خاضت إسرائيل حروبها وهي تعي مسبقا أن قادة العرب غير جادين ولم يتركوا فرصة للجندي العربي لكي يدافع عن أمته بأمانة وشرف. لقد ظلموه وأهانوه وجوعوه وحرموه إلى درجة كفر معها بأمة العرب وقضاياها، ففضل البقاء هاربا على الموت من أجل حاكم فاسد محنط رأسه أجوف. المقاومة العربية تجاوزت الضعف العربي لأنها تجاوزت الأنظمة، ولم تعد ترى في الأنظمة إلا عقبات في طريقها نحو تحرير الإنسان والأوطان. وقد وجدت هذه المقاومة في إيران حاضنة تؤمن بالقوة وضرورة العمل على مواجهة التحدي بالتحدي العلمي المستند إلى أرضية عقلانية ورؤية واضحة واعية. المقاومة الآن في غزة وجنوب لبنان متمكنة جيدا وقوية بما يكفي لجعل إسرائيل تتقلب مضطربة في نومها؛ ومع ارتفاع أسهم المقاومة وتدني أسهم إسرائيل فإن المقاومة ستنال من إسرائيل وجيشها، الأمر الذي يؤذن بهلاك هذا الكيان المسخ