وكأن الفساد يلبس قبعة سحرية! الكل يبحث عنه، تحت طاولة البرلمان، أو في كواليس الحكومة، لعله بين دفتي الإقتصاد، او في جدران الهيكلة، ينام مع المواطن، يجلس على الارصفة مع الفقراء، يقاسمهم أرزاقهم! لعل الحكومة ولجنة البحث عن الفساد يلبسون نظارة سوداء لا يرونه أبدا يتسكع في الطرقات والازقة، لعلهم لا يعرفون انه قد اصبح شبحا يطارد احلام المواطنين ويسحق بهامات الشرفاء الأرض، وانه تسلل الى مواقع حساسة في البلد، وأخذ يلبس عباءة الشرف ويطالب بالبحث عنه وهو موجود في أظهرهم.. وهم لا يعرفون ان هذه العباءة ليست إلا عباءة الساحر، قد يخرج منها ورود مسمومة، او نسور صغيرة تعبث بالمواطن.. وتلتهم كرامته! لعل الفساد من كثرته تحول الى أشكال عديدة، فهناك فساد يؤخذ على شكل كبسولات، وفساد مضاد للشرف، وفساد مطهر للكرامة، وفساد على شكل حقن شرجيه كبيرة توضع في عضل المواطن على شكل (أسفين) كبير.. يدق النخاع الى النخاع. لكأن الفساد يلعب معنا لعبة الغميضة، كأنه صغير يحتاج للدلال، فهو لم يفطم بعد، يمتص قوتنا، نبحث عنه وعيوننا مغمضة، فيلعب فينا وبنا يكبر ويرتع في مرابعنا، ونحن من طيب اخلاقنا أو لعلها قلة حيلتنا وسذاجتنا نتركه يكبر متعامين عنه. أنه الفساد أيها السادة، ليس له أسماء أخرى وإن تغيرت أشكاله وألوانه، إنه الفساد الذي دق بطوننا، أنه الفساد ولا شيء غيره، فهل نحن نراه؟! أم هو فقط الذي يرانا ويعرف كيف يلتهمنا؟! كيف حالك عمو!!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.