25.52°القدس
25.01°رام الله
25.53°الخليل
26.22°غزة
25.52° القدس
رام الله25.01°
الخليل25.53°
غزة26.22°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: غزة في انتظار وفد منظمة التحرير

إن عزم منظمة التحرير إرسال وفد يمثلها لزيارة قطاع غزة في مسعى منها لتنفيذ بنود المصالحة التي وقعتها حركتا فتح وحماس العام الماضي بما عرف باتفاق الشاطئ، هو خطوة جيدة تحسب للمنظمة، ولو أنها جاءت متأخرة في هذا الاتجاه وكان يتوجب عليها أن تقوم بهذه الخطوة من قبل، فقطاع غزة كان ينتظر مثل هذه المبادرة منذ سنوات انقسام مريرة وحصار أشد مرارة ، و دمار خلفته حروب إسرائيلية لا يزال لم يجد إعماراً. منظمة التحرير تمثل كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وهي أول المخولين بمعالجة القضايا الفلسطينية والعمل على إنهاء كل خلاف فلسطيني فلسطيني، فلقد عانينا ما عانيناه من الانقسام وما ترتب عليه من انشقاق في الصف الوطني وتمزق في النسيج الاجتماعي و سبب أضراراً كبيرة على مستوى قضيتنا بشكل عام، ولا يشعر بهذه المعاناة إلا نحن الشعب الفلسطيني أصحاب الانقسام الداخلي، ولا أقصد هنا أن أمتنا العربية قد تخلت عنا كشعب فلسطيني فلا ننكر أن الأغلبية من العرب غير راضين عن حالة انقسامنا وتفرق وحدتنا وشتات قضيتنا ويبذلون جهدهم لإنهاء الانقسام، ولو أن هناك قلة من مصلحتها أن نظل منقسمين ولهم بصمات دامغة في تعطيل المصالحة، حرصاً على مصالحهم وحفاظاً على مكتسباتهم وخدمة لمخططاتهم الاستيطانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية. فاعتراض الاحتلال على تحقيق المصالحة معروف منذ حدوثه بل إنه هو من عمق شرخه ولا يزال يقف ضد أي جهد يبذل من أجل المصالحة، وقد كشف عن أنيابه ومخالبه حين تم توقيعها قبل أيام في غزة وهدد بفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية في حالة تحقيق هذه المصالحة، وأخذ يجزم في تنفيذ هذه العقوبات في حال نفذت المصالحة الفلسطينية، هذا معناه أن الاحتلال معني بوجود الانقسام ومن مصلحته استمراره كي يواصل سياسة التهويد والاستيطان والحصار والتنكيل بالأسرى والمسرى، وإظهار الفلسطينيين عاجزين عن توحيد كلمتهم ، ليكونوا ضعفاء أمام أي مشروع تحرري وجعلهم غير مؤهلين إطلاقاً لقيام دولتهم المستقلة. فاستمرار الانقسام يستخدمه الاحتلال ذريعة له للاستمرار في فرض الحصار هنا والاستيطان هناك والتهرب من طلب الاستحقاقات والتعويضات ونسف كل ما تم الاتفاق عليه في (أوسلو) وغيرها من اتفاقيات يعتبرها غير ملزم بها، فالاحتلال دائما يدعي طيلة السنوات السبع الماضية أن أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية في رام الله لن تكون له جدوى ما دامت حماس في غزة ترفضه، فإذا كان الاحتلال يرفض أي اتفاق دون الإجماع الفلسطيني عليه، فكيف سنواجه هذا الاحتلال ونحن منقسمون؟ وأما التحدي الحقيقي الذي يواجه الشعب الفلسطيني وقضيته بشكل عام ليس مجرد الإعلان عن اتفاق المصالحة، وإنما تنفيذه وعوده بالوحدة الوطنية الفلسطينية إطاراً لأي تحرك نحو إنجاز أهدافهم، ودرعاً يحمي هذا التحرك، ويضع حداً للتدخلات الخارجية المغرضة في الشؤون الداخلية الفلسطينية. لذا يفترض أن أي تقييم موضوعي لردود الفعل الإقليمية والدولية على الإعلان عن اتفاق للمصالحة يجب أن يعمل لتحديد من يقف بجانب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ومن يقف ضد هذه المصلحة سراً أو علانية. ومن حيث المبدأ، فإن من رحب بهذه المصالحة هو من يساند الفلسطينيين ويهمه اتفاقهم ووحدة كلمتهم، والتقدم في مسار قضيتهم الوطنية ومطالبهم العادلة والمشروعة. أعتقد أن مجيء وفد رفيع المستوى من منظمة التحرير إلى قطاع غزة يجب أن لا يكون من أجل رفع العتب كما فعلت حكومة الوفاق, بل يجب أن يستثمر جيداً في إنهاء جميع الخلافات حول القضايا التي تعيق تحقيق المصالحة ووضع برنامج محدد لآلية الإعمار والعمل بكل الوسائل المتاحة على رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح جميع المعابر لإتاحة المجال لإدخال المواد اللازمة للبناء والإعمار ، هذا ما كنا ننتظره من منظمة التحرير وما زلنا ننتظر المزيد منها على أمل أن تكلل الزيارة بالنجاح ، فالشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل المبادرات الفاشلة.