تناقش لجنة التربية والتعليم في الكنيست الصهيوني اقتراحيْن حول اعتراف (إسرائيل) بإبادة الشعب الأرمني على أيدي الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى وذلك بعد أيام من إقرار قانون فرنسي يجرم إنكار إبادة الأرمن ما أدى إلى توتر العلاقات مع تركيا. وقدّم الاقتراحين النائبان الصهيونيان أرييه إلداد من كتلة الاتحاد الوطني وزهافا غالؤون من كتلة ميرتس. ويأتي هذا النقاش بعد مضي بضعة أيام من إلغاء صفقة "أمنية إسرائيلية تركية". وهاتف مستشار الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء الصهيوني يعقوب عميدرور رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين وطلب منه إرجاء النقاش إلى موعد آخر نظراً لحساسيته من حيث "العلاقات الإسرائيلية التركية "إلا أن ريفلين رفض ذلك مؤكداً عزمه على حضور النقاش. والجدير بالذكر أن كل محاولة لإثارة الموضوع على جدول أعمال الكنيست ألغيت حتى الآن بفعل ضغوطات مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية خوفا من حدوث انعكاسات سلبية على العلاقات التركية الإسرائيلية. وتوترت العلاقات التركية الإسرائيلية منذ الاعتداء الصهيوني الدموي على أسطول الحرية ، ومقتل تسعة متضامنين أتراك ورفض الاحتلال الاعتذار الرسمي. وكانت تركيا اتخذت مجموعة من الإجراءات ضدّ فرنسا بسبب إصدار "قانون يجرم إنكار إبادة الأرمن على أراضي الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هذه الإجراءات عقب مصادقة النواب الفرنسيين على مشروع قانون يجرم المذابح التي وقعت خلال الفترة بين 1915-1916. واشتملت الخطوات التي أعلن عنها أردوغان على استدعاء السفير التركي لدى باريس وتجميد الزيارات المتبادلة والمشروعات العسكرية المشتركة بما فيها التدريبات. ومن المقرر أن يعرض مشروع القانون، الذي أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية الخميس، على مجلس الشيوخ العام المقبل. يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه عارض مشروع القانون علنا. ووفقا لمشروع القانون، سيواجه الأشخاص الذين ينكرون إبادة الأرمن علنا عقوبة السجن لمدّة عام وغرامة مقدارها ( 45 ألف يورو 58 ألف دولار). ويقول الأرمن إن الأتراك العثمانيون قتلوا حوالي (1.5) مليون منهم خلال حملة للإبادة الجماعية. لكن تركيا تقول :"إن عدد القتلى كان حوالي(300) ألف فقط وإن الأتراك قتلوا أيضا خلال انتفاضة الأرمن ضد الإمبراطورية العثمانية عندما غزت القوات الروسية إقليم أناضوليا الذي يقع الآن في شرق تركيا". يذكر أن أكثر من (20) دولة اعتبرت قتل الأرمن بمثابة "إبادة جماعية".