بجانب عَدِيلي جلست على مكتبه الصغير وسط دكانته التي كانت حافلة عامرة بالخيرات، وقتما كانت الدنيا بخير، أمامه دفتر كبير غليظ سمين، مليئٌ بالدِّيون، وفيه الناس مصنَّفون كلُ حسب راتبه. يدخل الزبون، ينظر عديلي إليَّ قائلاً: هذا من جماعة أبو الستين (سلطة قديمة، قاعد في البيت راتبه 60% من شهرين)... دقائق معدودة يدخل آخر ينظر إليَّ قائلا: هذا من جماعة الألف (موظف حكومة غزة، بياخد ألف شيكل كلْ لمَّا ربْنَا يبعت)، دقائق...يدخل آخر ينظر إليَّ قائلاً: هذا من جماعة المُفْلِسِينْ المُفْلَسِين (عمَّال إسرائيل سابقاً، لا يتلقون راتباً من أحد)... دقائق يدخل عجوز ينظر إليَّ قائلا: هذا من جماعة أبو السِّتَّة (يسأل عن جرِّة الغاز التي تنتظر منذ أشهر ليتم ملؤها بستة كيلوات غاز فقط) دقائق يدخل آخر: هذا من جماعة الشُّؤون (يتقاضى من وزارة الشؤون أربعون شيكلاً عن كل فرد كل ثلاث شهور)، ومعهم يمتلأ الدفتر بالدِّيون.. سألني ضاحكاً أنت من أي جماعة؟! قلت له: من جماعة الدعوة والتبليغ.. أي تناقضات هذه التي تعيشها غزة؟! تحاول لَمْلَمَة أطرافها، وتجميعها كي تبقى حيَّاً فقط... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.