25.52°القدس
25.01°رام الله
25.53°الخليل
26.22°غزة
25.52° القدس
رام الله25.01°
الخليل25.53°
غزة26.22°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: السعودية والإخوان في عهد الملك سلمان

انتقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى ذمة الله في الثالث والعشرين من يناير الماضي، وبويع الملك سلمان بن عبد العزيز ملكاً جديداً للمملكة العربية السعودية، وفي أقل من شهر بدأت معالم السياسة الخارجية السعودية تأخذ مساراً جديداً تجاه مجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه التحديد العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين. فما هو التأصيل التاريخي للعلاقة بين جماعة الإخوان والسعودية...؟ وما هي مؤشرات تغيير السياسة الخارجية السعودية تجاه الجماعة في عهد الملك سلمان..؟ وما انعكاس ذلك على مستقبل المنطقة بشكل عام والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص..؟ أولاً: نبذة تاريخية حول علاقة الإخوان بالسعودية ارتبطت جماعة الإخوان المسلمين بعلاقات دافئة مع أغلب الملوك الذين تعاقبوا على حكم المملكة باستثناء حقب تاريخية مختلفة، ففي عهد جمال عبد الناصر شكلت السعودية حاضنة دافئة للقيادات الاخوانية المصرية التي لجأت للسعودية، وذلك كنتيجة لحالة التوتر التي كانت قائمة بين الملك فيصل والرئيس عبد الناصر. وكانت السعودية وجماعة الإخوان قد دعمتا بشكل مشترك المقاتلين العرب في أفغانستان، وكذلك في كوسوفو. ولكن التحول الأكبر في العلاقة المتوترة كان في عهد حكم الملك عبد الله الذي أعلن الجماعة ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، وعملت السعودية في عهده على وأد الربيع العربي في مهده قبل أن تصل رياحه إلى فضائها الإقليمي. ثانياً: مؤشرات تغير السياسة الخارجية السعودية تجاه جماعة الإخوان بعد وصول الملك سلمان لسدة الحكم بدأت مؤشرات تغيير واضحة في سياسة السعودية الخارجية تجاه جماعة الإخوان، وأضع بين أيديكم أهم تلك المؤشرات على النحو التالي: 1- بعد ساعات من الإعلان عن وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز أصدر الملك سلمان مراسيم ملكية تطيح بالمطبخ السياسي الذي تتهمه جماعة الإخوان بأنه يقف خلف التوجه السعودي ضد الجماعة بمصر ومناطق أخرى، ومن أهم هؤلاء خالد التويجري رئيس الديوان الملكي، والأمير متعب بن عبد الله، وآخرون. 2- عدم حضور شخصيات حليفة للسعودية مراسم تشييع الملك عبد الله مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان مشاركاً بمؤتمر دافوس وكان الملك الأردني عبد الله مشاركاً أيضاً ولكن الأخير قطع الزيارة وشارك بالتشييع، بينما عللت أطراف مصرية عدم حضور الرئيس المصري بسوء الأحوال الجوية. وغاب أيضاً أمراء الإمارات. 3- قرار ملكي بإعادة الشيخ سعود الشريم لإمامة المصلين بالحرم المكي وإلقاء خطب الجمعة، وكان قد أطيح بالشريم من قبل الملك الراحل على خلفية مواقفه الرافضة لما وصفه بالانقلاب بمصر، وما حدث من مجازر برابعة العدوية والحرس الجمهوري. 4- هناك مؤشرات تغيير قد تطال السياسة الإعلامية بالمملكة تجاه الجماعة والملفات الإقليمية ذات الارتباط بها، وما يدلل على صحة ذلك ما يلي: أ‌. إيعاز الإعلام الرسمي السعودي بقنواته المختلفة (الإخبارية العربية والانجليزية وقناة الاقتصادية) لمراسليهم بغزة لإجراء لقاء صحفي مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، للتعقيب حول وفاة الملك وتولي الملك سلمان مقاليد الحكم وقد لاقت الدعوة قبولاً من هنية وأجرى لقاء يوم 24/1/2015م نشر بشكل كبير على وسائل الإعلام السعودية. ب‌. وقف بث برنامجي الحدث المصري والشارع المصري اللذين تقدمهما قناة العربية, والمخصصين لدعم نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي والهجوم على جماعة الإخوان. ت‌. هجوم بعض الإعلاميين المصريين على السياسة السعودية الجديدة. ثالثاً: انعكاس تغيّر الموقف السعودي على مستقبل المنطقة عموماً وفلسطين على وجه الخصوص: تحتل السعودية المرتبة الأولى في دعم النظام السياسي الجديد بمصر برئاسة عبد الفتاح السيسي مالياً وسياسياً وإعلامياً، وأي تغير في السياسة السعودية تجاه مصر قد ينعكس سلباً على مستقبل النظام، لما تمثله السعودية من ثقل سياسي بالمنطقة، فقد نجح الملك الراحل بالضغط على قطر ودفعها تجاه إبرام مصالحة مع مصر دفنت مع وفاته، وبدأت السياسة الكويتية منسجمة مع توجهات الملك السعودي الجديد، حيث نفى وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله ما أوردته الصحف المصرية بأن الكويت ستقدم وديعة مالية لمصر قبيل المؤتمر الاقتصادي المرتقب في مارس القادم، قائلاً :"ليس في علمي وجود أي شيء جديد بهذا الخصوص، لافتاً إلى أن الكويت قدمت من قبل الكثير لمصر". أما على صعيد القضية الفلسطينية فقد تصدرت السعودية الدول الداعمة لميزانية السلطة الفلسطينية، ففي الفترة من 2007-2013م، وصل الدعم السعودي إلى ما قيمته مليار وثلاثمائة مليون دولار بواقع 51% من مجمل الدعم العربي للسلطة، بالإضافة إلى تبني المملكة لمبادرة السلام العربية ورعايتها لاتفاق مكة وهذا كله قد يكون عامل تغيير في سياسة الرئيس محمود عباس تجاه ملف المصالحة وقد يقبل بحل كل الإشكاليات العائقة بما ينسجم مع حجم التغيير بالمنطقة. خلاصة القول: إن سقوط اليمن بيد الحوثيين وبعض المناطق العراقية بيد داعش يجعل السعودية بين فكي كماشة قد تهدد أمنها القومي، وعليه يأتي التغيير السعودي تجاه الإخوان من منطلق حاجتها للإخوان كعامل استقرار داخل المملكة، وفي اليمن عبر بوابة التجمع اليمني للإصلاح، وفي العراق عبر تكتل سني وسطي لمحاربة الفكر المتطرف، ولتطبيق استراتيجية السعودية التي أعلنها ولكنه لم يعمل على تطبيقها الملك السعودي الراحل، وهي استراتيجية احتواء الفكر الإسلامي الوسطي الذي تحمله الجماعة، وعليه نحن مقبلون على تقديم الحلول السياسية على الحلول الأمنية التي تزيد من وتيرة العنف والتطرف، ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح السعودية في ذلك، بغض النظر عن رؤية الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأهم للسعودية للمتغيرات الجديدة...؟ [email protected]