أكدّ عدد من المعتقلين السياسيين المفرج عنهم في الضفة وقوع انتهاكات خطيرة ضدّ المعتقلين السياسيين في سجون أجهزة السلطة خلال الآونة الأخيرة لا سيّما بعد لقاءات لمصالحة الحثيثة. وتمثّلت الانتهاكات بحسب شهادات المعتقلين بزيادة الاعتقالات والاستدعاءات السياسية وإخضاع المعتقلين للتعذيب الشديد والوحشي، خاصة في سجن "جنيد" بنابلس وسجن الخليل التابعين لجهاز الأمن الوقائي. ونُقل عن أحد المعتقلين السياسيين المفرج عنهم من سجن جنيد قوله إن :"المحققين تعاملوا معه بوحشية عالية واعتدوا عليه بالضرب والشتم، وحرموه من النوم والراحة لساعات طويلة، كما قاموا بمنعه من قراءة القرآن وسحبوا المصحف من زنزانته". ورغم أن المعتقل تعرّض أكثر من مرة للاعتقال لدى أجهزة السلطة إلا أنه أكّد أن الاعتقال الأخير الذي تزامن مع لقاءات المصالحة كان التعامل فيه بغاية السوء وسط تعذيب وشتائم متواصلة من المحققين. ونوه إلى أن أصوات التعذيب والشبح واستغاثة المعتقلين كانت تملأ زنازين المقر وكان يسمعها جميع المعتقلون، متسائلا عن حقيقة المصالحة المزعومة -كما وصفها- وهل زيادة التعذيب والاعتقال جزء منها!!. [title]الأسماء[/title] كما كشف النقاب عن أن مدير التحقيق في سجن جنيد ويدعى مجاهد علاونة هو المسؤول الأول عن عمليات تعذيب المعتقلين السياسيين، وهو الذي أعطى أوامره للمحققين والضباط لممارسة التعذيب والتعامل بقسوة مع المعتقلين، وذلك انتقاماً من قرب إتمام المصالحة الفلسطينية. كما أشارت المصادر إلى أن عمليات التعذيب التي تجري داخل سجن جنيد يشرف عليها نائب مدير السجن المدعو طالب دغلس، وكل من المحققين أيمن اشتوي و نافذ دروبي وعلي عودة وأبو عرب البسطامي، الذين يتفنون في تعذيب المعتقلين بشتى الوسائل والأساليب. [title]ضحايا التعذيب[/title] وكانت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين، ذكرت أسماء عدد من المعتقلين الذين يتعرضوا للتعذيب في سجون السلطة مثل الطالب محمد عوض (23 عامًا) من قرية بدرس غربي رام الله، وابن عمه الخريج من كلية الإعلام عبد الرحمن عوض (24 عامًا)، والطالب محمد أبو الريش (22 عامًا) من بلدة صوريف قضاء الخليل. وأكدّ الأهالي تعرض الطالب نمر هندي من بلدة تل والطالب تيمور بسطامي للتعذيب، وكذلك المعتقل مصعب ازغير في سجون جهاز الأمن الوقائي بمدينة الخليل، علمًا بأنه يقبع رهن الاعتقال منذ 25 يومًا، وقد تم اعتقاله أثناء مشاركته في اعتصامٍ لأهالي المعتقلين السياسيين بالمدينة، وتم إخضاعه للتعذيب طيلة فترة اعتقاله وبشكل يومي من قبل المحققين وهو ما أدى إلى تدهور صحته.