25°القدس
24.66°رام الله
23.86°الخليل
27.76°غزة
25° القدس
رام الله24.66°
الخليل23.86°
غزة27.76°
السبت 03 اغسطس 2024
4.87جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.87
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.81

خبر: "الفرقان" كتبت بالدم وتزامنت ذكراها مع الصفقة

السابع والعشرين من ديسمبر 2008، تاريخ أصبح محفورة في ذاكرة كل فلسطيني على وجه العموم ، وغزي على وجه الخصوص ، حيث يصادف هذا التاريخ بداية الحرب الصهيونية الشرسة على قطاع غزة ، والتي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين ، بين شهيد وجريح. وفي الذكرى السنوية الثالثة لمعركة الفرقان ، تندمج الدموع مع البسمات ، دموع على فراق الأحبة ، وبسمات الفرح بنصر الله لعباده المجاهدين خلال هذه المعركة ، وما تلاها من انتصارات توجت بصفقة "وفاء الأحرار" ، التي مرغ خلالها فصائل المقاومة أنف الاحتلال الصهيوني بالتراب ، وأرغمته على الرضوخ صاغرا لمطالبها ، وأفرجت من خلالها عن رمز المقاومة ، فطوبى للثابتين ، وبشرى للصابرين " نصر من الله وفتح قريب " . [title]الذكرى الثالثة[/title] اختلف الحال مع توالي الأيام ، فقبل ثلاثة أعوام كان قطاع غزة في حصار ، وتوج بحرب صهيونية قذرة عليه ، بهدف كسر إرادته ، وانتزاع المواقف منه ، واليوم وبعد هذه السنوات ، يختلف الحال عن السابق ، في ظل الربيع العربي الذي غير الحال إلى أحين حال ، فزال نظام الطاغية مبارك أكبر المتآمرين على غزة . حرب " الرصاص المسكوب " ، هدفت بمجملها إيقاف صواريخ المقاومة ، والقضاء على حكم حماس ، وتأليب الجماهير على الحكومة الفلسطينية ، من أجل عودة التيار الخياني إلى سدة الحكم على أرض القطاع الطاهر ، غير أن المجاهدين حولوا الرصاص المسكوب إلى بقعة زيت ، ظلت تتمدد باستمرار ، ولحظة بلحظة ، لتحيل ليل اليهود إلى نهار ، ولتثبت للجميع أنها عصية على الانكسار . [title]معركة الفرقان[/title] هذه هي التسمية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على الحرب الصهيونية القذرة، حيث هدفت من خلال هذا الاسم، تذكير المجاهدين بانتصارات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشحذ هممهم وعزائمهم للاستبسال في الذود عن قطاع غزة . معركة الفرقان كانت حبلى بالانتصارات، والكرامات التي امتن الله بها على عباده المجاهدين ، فقد أوقعت المقاومة في صفوف الاحتلال قتلى وجرحى بالعشرات ، وتصدت لترسانته العسكرية ، التي وقفت عاجزة غير قادرة عن التقدم إلى داخل مدننا ، ولعل أبرز الانتصارات ، استمرار المجاهدين بتوسيع بقعة الزيت ، بإطلاق المزيد من صواريخ العزة ، بشكل مستمر طوال فترة الحرب ودون انقطاع ، لتحول البوصلة تجاه العدو ، ولتربك أمنهم المبدد ، ولتعطل مناحي الحياة الصهيونية ، على طول نحو 40 كم داخل أراضينا المحتلة . [title]يا قدس إنا قادمون[/title] لربما كان هذا هو الاستفتاء الأكبر، والسيف القاطع الذي قضى على كل الإشاعات ، وبدد كل الأوهام ، وأثبت للجميع مدى قوة حماس ، من خلال مهرجان انطلاقتها الـ 24 ، والذي استطاعت خلاله حشد نحو 300 ألف مشارك ، أحيت معهم انطلاقتها ، وأوصلت من خلالهم رسالة صدمت جميع المثبطين ، وأثبت فشل الحرب وما تلاها من مؤامرات على قطاع غزة ، وأوضحت مدى شعبيتها الجماهيرية التي زادت بشكل أكبر مما كانت عليه وقت الحرب ، ولتؤكد للاحتلال وزبانيته ، أنها عصية على الانكسار ، وأن دماء الشهداء والقادة تزيدها قوة ، وتزرع فيهم روح التضحية والفداء . [title]نصر بعد صبر[/title] 22 يوما عاش خلالها سكان قطاع غزة أسوأ أيام حياتهم وأصعبها على الإطلاق ، فلم يعرفوا ليلا ولا نهارا ، بل كانت أصوات القصف الجوي والبري والبحري المسيطرة على الموقف ، وتشييع الشهداء لم يتوقف ، والبحث عن المصابين والمفقودين ظل مستمرا لفترة ما بعد الحرب ، ودماء (1500) شهيد ، وإصابة آلاف الجرحى ، وصبر أهل غزة ، والتفافهم نحو المقاومة ، كانت مقدّمات نصرهم على عدوهم . غير أنه بعد ثلاثة سنوات من الحرب على غزة نجحت فصائل المقاومة بالإفراج عن ما يزيد عن ألف أسير فلسطيني ، نصفهم من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية ، خلال عملية عسكرية أمنية سياسية من الطراز الرفيع ، توجتها بالإفراج عن أسرى الحرية ، ونواة المقاومة الأولى . وبعد ثلاثة أعوام على معركة الفرقان ، تخرج حماس أكثر قوة وصلابة مما كانت عليه ، ويخرج شعبنا أكثر التفافا حول خيار المقاومة ، ويصر قطاع غزة في كل مرة أن يثبت أنه الأقدر على صنع القرار ، وصياغة النصر في كل الظروف والأحوال ، فمن وعد الياسين ، إلى صدق التنفيذ ، فكانت وفاء الأحرار ، نتاج لوعد الأحرار ، وتكريما للأبرار .