17.8°القدس
17.79°رام الله
16.64°الخليل
22.85°غزة
17.8° القدس
رام الله17.79°
الخليل16.64°
غزة22.85°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: العليا تحرق الهدى؟!

من أحرق مسجد ( الهدى ) في قرية الجبعة غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية؟! الإجابة في الصحف تقول إنهم جماعة من المستوطنيين، تمكنوا من الدخول إلى المسجد في الرابعة قبل الفجر، وأشعلوا النار في المصاحف ومقتنيات المسجد. وهذه إجابة حقيقية، ولكنها ليست عميقة، والإجابة العميقة تقول إن من أحرق المسجد هو القضاء اليهودي، الذي قضى أمس لليبرمان وحزبه أن يوزعوا أعداد مجلة ( شارلي إيبدو) التي تتضمن الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. المحكمة التي أجازت نشر ما يسيء إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم في مجتمع ثلث سكانه من المسلمين، هو من أحرق مسجد الهدى في جنوب بيت لحم. لا فرق بين الإساءة إلى المسجد بالحرق، وبين الإساءة إلى نبي الله بنشر صور مسيئة له. ( الحرق والنشر) هنا كلاهما عدوان صارخ وعنيف وغير مسئول على الإسلام نفسه، وهو تعبير فاضح على كراهية اليهود للإسلام، وهي عندنا نحن المسلمين كراهية موروثة، ومتغلغلة في خلايا الشخصية اليهودية، التي تمثلها الآن الشخصية الإسرائيلية داخل بلادنا المحتلة، والشخصية الصهيونية خارج بلادنا المحتلة. لماذا أحرق المستوطنون المسجد؟! سؤال يحيل على سؤال لماذا أجازت المحكمة (الإسرائيلية العليا) نشر الصور المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟! المحكمة التي تحتضن الثقافة اليهودية، هي من ورثت ثقافة الكراهية الدينية والعنصرية للإسلام والمسلمين. ما يجري في فلسطين المحتلة للمساجد، وللأفراد، وللأنبياء، هو علامة على مجتمع الكراهية، والعدوان التي تسكن دولة الاحتلال، والأحزاب الدينية والأحزاب الصهيونية. ومن ثمة فإن ما حدث لمسجد الهدى من إحراق ليس حدثا منفردا، بل هو حدث تكرر سابقا، ويتكرر لاحقا، وهو يحيل على إحراق المسجد الأقصى نفسه، لأن دولة الكراهية لدين الإسلام ليست أمينة على المقدسات والمساجد في فلسطين المحتلة. وعلى المستوى السياسي والإعلامي يمكن القول بأن النفاق السياسي هو من يقود المواقف العالمية والدولية، فنحن لا نجد تغطية للحدثين المذكورين آنفا في الإعلام العالمي، فلا تغطية مناسبة، ولا شجب ولا استنكار من قادة الدول، وحتى الأمم المتحدة غدت خرساء ، عمياء، صماء، ولو كان الحريق قد التهم كنيسا يهوديا، أو ديرا مسيحيا لكثرة الشجب والاستنكار، ولامتلأت وسائل الإعلام بالتغطية والبرامج الحوارية، ولتنافسوا فيما بينهم في وصف العمل بالإرهاب، وفي وضع المنظمة التي ينتمي لها الأفراد على قائمة الإرهاب. الإرهاب نعت للمسلمين فقط. فلا أحد في العالم يجرؤ على وضع منظمة يهودية أو مسيحية على قائمة الإرهاب ؟!