24.13°القدس
23.79°رام الله
22.75°الخليل
27.16°غزة
24.13° القدس
رام الله23.79°
الخليل22.75°
غزة27.16°
السبت 03 اغسطس 2024
4.87جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.87
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.81

خبر: زيارة هنية.. رسائل وعبر

د.أحمد المغربي الكاتب يتحدث عن الجولة الخارجية التي يقوم بها رئيس الوزراء اسماعيل هنية وما تحمله من رسائل تشر إلى إعادة بناء الأوضاع المختلفة في النظم السياسية العربية والإسلامية والدولية على أسس جديدة قائمة على الود والإخلاص بين الشعوب العربية والإسلامية، وقائمة على الندية الإيجابية مع دول العالم الأخرى. [color=red]وجاء في مقاله[/color] بم يشعر طاغية مصر السجين وأتباعه الفاسدين وهم يرون رئيس الوزراء الفلسطيني الرجل الصالح يدخل مصر آمنا على نفسه، وآمنا على فكره، وآمنا على رسالته، وآمنا على أهدافه، بينما هم وراء قضبان المذلة والخزي والعار، بينما هم في الصندوق الخلفي للأحداث، لا قيمة لهم ولا وجود، ولا حسا ولا ركزا! تتعدد العبر وتتطاير الرسائل في اتجاهات متعددة من هذه الزيارة، رسائل ليست جديدة إلاّ بقدر التجديد الذي حدث على جغرافيا المكان السياسية، والتبدل المنتظر الذي يجب أن يتبع زلزال الإصلاح الذي اقتلع أنظمة فاسدة من جذورها، والذي ينتظر أن يقتلع أنظمة أخرى نخرها الفساد فجعلها هشة، وحالها مع شعوبها اليوم كحال عصا سليمان عليه السلام التي أبقته زمنا واقفا وهو في الواقع ميت منذ زمن؟. الرسالة الأولى: تتمثّل في زيارة المكان، فالخطورة الأولى التي مشاها الرئيس أبو العبد كانت إلى مصر التي قال الله عز وجل عنها في قرآنه المجيد: (أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين) يوسف 99، ولا شك أنّ هذا أول دخول لمسؤول حمساوي إلى مصر بأمان، لأن الطغم السابقة كانت تشكّل درع حماية للصهاينة يرعب كل حامل رسالة شريفة أو فكرة جهادية. الرسالة الثانية: توكيد شرعية التنظيم الجهادي الحمساوي بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وهذا التوكيد يلتقي مع انتصارات الجماعة على مستوى العالم العربي في استلام زمام الأمور السياسية والتشريعية في الدول العربية بناء على تقديم الشعوب العربية لهم بواسطة صناديق الانتخاب، وحماس ستدخل معركة الصناديق الانتخابية، ونتيجتها لن تختلف عن نتائج الإخوان المسلمين عبر العالم أجمع. الرسالة الثالثة: تثبت حماس بأنّ جماعة الإخوان المسلمين بقدر ما تقدّم للناس من تنظير شرعي فقهي يتوافق مع واقع الأمة، ويراعي الأولويات في حياة الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، فإنّها أيضا قادرة على أن تقدّم للناس النموذج التطبيقي الواقعي العملي لتلك التنظيرات، وقادرة أن تقدم نموذج حكم راشدي يقضي على كل أنواع الفساد، ويتقدّم فيه المواطن الفرد، أيّا كان انتماؤه، يتقدّم على أكبر مسؤول في الحركة، لأن همّ الحركة ليس الحكم، ولكن نشر العدل والعدالة والأمان، وهمهم أن يحققوا ما حفظوه من كتاب الله عز وجل، وأكثرهم حافظيه، والقرآن وحماس في علاقة دائمة من الطاعة والتمثل، فقد تمثّلوا قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ) الأنفال15، وقوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) الأنفال 65، وأثتبوا للعالم بأسره قبل العالم الإسلامي أنّ حاملي القرآن ومطبقيه منتصرون لا محالة، هو وعد الله الذي لا يتخلّف، فتكون حماس قد جددت المفاهيم التي حضّنا عليها القرآن الكريم والرسول الأمين محمد عليه الصلاة والسلام. الرسالة الرابعة: استقبال مصر وأهل مصر للرئيس هنية وتعليق صوره على أعمدة الكهرباء والعمارات، وارتفاع الرايات الخضراء في أيدي الرجال والنساء والأطفال، هذا الاستقبال العفوي الذي لم يُكره عليه الناس، بل خرجوا وملء القلوب الحب والود والشوق ودموع الفرح، هذا استقبال لم ولن يفرح بمثله الزعيم العربي الصنمي، وهذا الاستقبال هو استقبال لفكرة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، واستقبال لقضية فلسطين وقضية القدس وقضية الأقصى، قضية وقضايا لا تغادر فكر كل مسلم حر أبي في هذه الدنيا مهما ابتعدت به الأرض ونأت به المسافات. الرسالة الخامسة: تعود تركيا إلى واجهة السياسة الإسلامية، وتشكّل محطة مهمة في اتخاذ قرار الصراع العربي والإسلامي- الصهيوني والأمريكي، هذا الدور اعتمد على تمكين مرجعية القرار الحر بالتأصيل الشرعي الإسلامي الذي كان غائبا عن تركيا، وعودة تركيا اليوم وجعلها محطة للتشاور ومحطة في المساهمة الفعالة في اتخاذ القرار تكسب قضية القدس والأقصى والصراع الفلسطيني الصهيوني زخما كانت القضية بحاجة له، خاصة أنّ تركيا اليوم باتت تشكّل ندا مطلوبا وده من قبل القوى الاقتصادية الغربية التي تعاني من كثير من المشاكل، وزيارة الرئيس الفلسطيني أبو العبد هي توكيد على شرعية التدخل التركي في الشأن الإسلامي والعربي والفلسطيني، وتأكيد على تصدير قضية الأقصى إلى كل محافل السياسة الإسلامية الشريفة. الرسالة السادسة: تنبيه إلى النظام السياسي العربي أنّ شرعية حماس على الأرض العربية والإسلامية هي شرعية منبثقة من القرآن الذي يوصي بأرض الإسراء والمعراج، والذي يوصي بعدم محالفة أو اتباع بني صهيون، وهذه الأنظمة قد خالفت كتاب الله وبذلك انتهت شرعيتها ومرجعيتها الإسلامية في الحكم، والشعوب التي ترحب اليوم بالرئيس أبي العبد هي بالمقابل تقول للنظام السياسي العربي لا مرحبا بكم ما دمتم بعيدين عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. الرسالة السابعة: دعوة للنظام السياسي العربي، ونحن في الأردن جزء منه، إلى إعادة النظر في أولويات تعاطينا السياسي مع الملف الفلسطيني، ودعوة إلى إنصاف حركة حماس من خلال علاقاتنا السياسية، ومن خلال الاستماع إلى نبض الشارع وإلى مقولات قلوب الناس وتطلعاتها، ومن خلال القراءة الجديدة للواقع العربي الذي تتبدل فيه المشاهد برمتها، ومن خلال إعادة قراءة النص الشرعي الإسلامي الذي يلزم باستيعاب واحتضان الحركة الجهادية الفلسطينية في سبيل حماية كيان الدولة العربية أولا ثم في سبيل توفير علاقة صحية بين مكونات الشعوب المختلفة، وفي سبيل إعادة اللحمة بين الناس على أسس صحيحة واقعية لا على أسس مناطقية أو خارجية قائمة على الترهيب والابتزاز. رسائل كثيرة يمكن أن تثيرها زيارة الرئيس الفلسطيني، ولكن في مجملها تؤشر إلى إعادة بناء الأوضاع المختلفة في النظم السياسية العربية والإسلامية والدولية على أسس جديدة قائمة على الود والإخلاص بين الشعوب العربية والإسلامية، وقائمة على الندية الإيجابية مع دول العالم الأخرى.