اتهم مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني السلطة الفلسطينية بالتقاعس في دعم حقوق ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة من خلال تفعيل تقرير لجنة تقصي الحقائق المنبثقة عن الأمم المتحدة (لجنة غولدستون). وقال الصوراني إن "عدم محاسبة أحد من المسئولين الإسرائيليين سواء العسكريين أو السياسيين على جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها في غزة رغم وجود تقرير أممي واضح يدين إسرائيل بهذه الجرائم، منوط برأس الإرادة السياسية لدى القيادة الفلسطينية أولا ثم المجتمع الدولي". وشدد الصوراني في تصريحات صحفية الأربعاء على أنه لا يوجد سبب على الأرض يؤخر الولوج في هذا الأمر من قبل القيادة الفلسطينية، بالرغم من مرور ثلاث سنوات على عذابات الضحايا الأبرياء. وأضاف "نحن نذكر ونناشد ونحرض القيادة الفلسطينية للتحرك في هذا الصدد، فالحقوق لا تسقط بالتقادم ومع مرور الوقت، ويجب ألا نفرط أو نتهاون بالدفاع عن دماء وعذابات الضحايا، التي يجب أن تكون على سلم مشروع أية قيادة فلسطينية". وأشار إلى أنه "على صعيد منظمات حقوق الإنسان قمنا وما زلنا بنشر هذه المسألة بقوة في المحافل الدولية، وجهودنا في هذا الصدد معروفة". وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قال في بيان سابق إن المسئولية تقع على منظمة التحرير للبدء في تطبيق الإجراءات التي أوصى بها مجلس حقوق الإنسان، مضيفًا "يعكس إخفاق المنظمة في الدفاع عن حقوق الضحايا استخفافا فظا بحقوقهم، والتي تدعي المنظمة تمثيلها لهم". وشدد على أن "الاعتقاد بإمكانية تنحية حقوق الإنسان ومبدأ سيادة القانون جانباً لأغراض سياسية هو أمر غير مشروع، بل وحتى مضلل. وعلى مدار سنوات عديدة، تمت التضحية بالقانون الدولي باسم "عملية السلام" المضللة. وقد تكرر هذا النهج مراراً ولكنه فشل فشلاً ذريعاً. يجب تطبيق حقوق الإنسان ومبدأ سيادة القانون في كافة الأوقات، ولا يمكن تجاهلها عمداً، لأنها تشكل الأساس لتحقيق سلام دائم". [title] عريقات ينفي[/title] في المقابل، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات "نحن متمسكون بتقرير غولدستون لمنع تكرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووضعنا كل ما لدينا من إمكانيات قانونية وقضائية وسياسية لمتابعة التقرير". وأضاف عريقات "نحن نمارس العمل بشكل يومي لتفعيل ميثاق اتفاقية جنيف الرابعة 1949 والمتعلقة بحماية المدنيين وقت الحروب ومحاولة عقد اجتماعًا للأطراف السامية المتعاقدة من أجل منع أي عدوان على غزة". ورد عريقات بغضب على اتهامات الصوراني "لم نتقاعس لحظة واحدة في متابعة تقرير غولدستون حتى بعد أن تقرر تأجيله عدة مرات واتهمنا بذلك، وإن مندوب فلسطين في جنيف يواصل العمل ليل نهار لمتابعة هذا الملف". وقال "نحن الآن نجري اتصالات مع كل الدول لمنع تكرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خاصة أن هناك مؤشرات إسرائيلية لشن عدوان على غزة، ونحن نأخذ ذلك على محمل الجد"، محملا الاحتلال مسؤولية تبعات أي عدوان على القطاع.