اتفق محللّون سياسيون على أن إجراء الانتخابات الفلسطينية بات مطلبًا شعبيًا للخروج من حالة الانقسام، وأن رئيس السلطة محمود عبّاس غير جادٍ بدعوته للانتخابات الفلسطينية، واصفين خطابه بـ"المناورة" للتهرب من الانتخابات وعدم إجرائها. وكان عباس قال في تصريحاتٍ له خلال افتتاح أعمال الدورة السابعة والعشرين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير بمقر المقاطعة برام الله "أتحدى حماس إذا وافقت على الذهاب للانتخابات فسأصدر مرسوما اليوم، وقد أبلغت بذلك رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر". [title]عبّاس يتهرب[/title] الخبير السياسي الدكتور عبد الستار قاسم تساءل مستغربًا عن أسباب تحدّي "عباس" لحركة "حماس" بالموافقة على إجراءِ الانتخابات، قائلاً: "منذ متى يطلبُ الرئيس موافقة أحد على الانتخابات كي يجريها؟! وبيّن في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن الفصائل الفلسطينية توافقت على إجراء الانتخابات بعد ستة أشهر من تأسيس حكومة التوافق. وأوضح أن حماس قد وافقت على الانتخابات ووقعت على اتفاق المصالحة، واصفاً خطاب الرئيس ودعوته بـ"التعجيز"، ولا يريد أن يتخذ قراراً بشأن الانتخابات، ويسعى لتوريط حركة "حماس" وأبدت حركة حماس في تصريحات لها التزامها بإجراء الانتخابات، لكن في سياق اتفاق المصالحة، رداً على تحدي محمود عباس أمس. [title]مصلحة وطنيّة[/title] من جانبه، أكّد المحلل السياسي هاني حبيب أن مصلحة الجميع الوطنية تقتضي إجراء انتخابات "لتنجلي حالة التشرذم والانقسام الفلسطيني". ورفض أن يلقي باللوم على أطرافٍ خارجية، موضحاً أن الانتخابات تحتاجُ موافقة جميع الأطراف، وتتطلب جهة شرعية بعيداً عن اتهامِ طرف للآخر. وكانت آخر انتخاباتٍ رئاسية فلسطينية جرت عام 2005م، فيما جرت آخر انتخابات تشريعيّة عام 2006م، ولم تتوافق حركتا حماس وفتح على إجراء انتخاباتٍ جديدة حتى اللّحظة. وقال حبيب في حديثه لـ [color=red]"فلسطين الآن"[/color] "الاتفاق الوطني مهمته الأساسية إعادة الإعمار وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، والحكومة لم تقم بدورها تجاه الإعمار والانتخابات". وطالب الجميعَ بضرورة توفر النوايا الطيبة، وإجراء الانتخابات، قائلاً:" ليس من مصلحة الاحتلال إجراء الانتخابات الفلسطينية، لأن ذلك سيعيد أجواء التوافق الوطني من جديد" [title] مناورة مستهلكة[/title] ورأى المحللُ السياسي مصطفى الصوّاف أن حركة "حماس" جادة في دعوتها للانتخابات، قائلًا "لو كانت حماس غير جادّة في موافقتها على إجراء الانتخابات لما دعت إلى إجراء الانتخابات قبل خطاب عباس بالأمس". وأشارَ في حديثة لـ[color=red] "فلسطين الآن"[/color] إلى أن رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنّية قد دعا رئيس لجنة الانتخابات حنّا ناصر للضغط على حكومة التوافق للإعداد لإجراء الانتخابات. وكان موسى أبو مرزوق نائب المكتب السياسي لحركة حماس قد دعا في وقتٍ سابقٍ محمود عبّاس لإصدارِ مرسومٍ لإجراء الانتخابات. وقللّ الصوّاف من خطابِ عباس في دعوته للانتخاباتِ، مبينًا أن الأخير يتعرض لضغوطاتٍ خارجيّة تمنعه من إصدار مرسومٍ يدعو فيه لصناديق الاقتراع، واصفاً خطابه بـ "المناورة" و "المستهلك" أمام مجلسٍ ميت. واستبعد أن تُجرى الانتخابات في الفترة القريبة القادمة، على الرغم من أنّها مطلبٌ جماهيري وفصائلي.