خبر: "المقادمة".. سيرة عطرة محفورة في ذاكرة الفلسطينيين
08 مارس 2015 . الساعة 07:11 ص بتوقيت القدس
هو مفكر الحركة الإسلامية في فلسطين وأحد الرجال الذين لا يشق لهم غبار، يتميز بنظراته الثاقبة وعزيمته التي لا تلين، وصموده الأسطوري، وعطائه اللا محدود ، إنه الدكتور إبراهيم أحمد المقادمة الذي لم يفكر يوماً في نفسه.. كان كل همه الدعوة و تحرير فلسطين وطنه الأرض والمقدسات من المدنسين الصهاينة. [title]ولادة المفكر[/title] ولد الدكتور إبراهيم المقادمة "أبو أحمد" عام 1950 في بيت دراس، وهاجرت عائلته من بلدة يبنا مع آلاف الفلسطينيين عام 48 بسبب العصابات الصهيونية الإرهابية، عاش المقادمة في مخيم جباليا وتعلم في مدارس وكالة الغوث الدولية، وحصل على الثانوية العامة والتحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية، وتخرج منها طبيباً للأسنان، ثم انتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهو متزوج وأب لسبعة من الأبناء. [title]بداية العطاء[/title] انضم المقادمة إلى حركة الإخوان المسلمين في سنوات شبابه الأولى، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية وعودته إلى قطاع غزة أصبح أحد قادة الحركة وكان من المقربين للشيخ أحمد ياسين زعيم و مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس . شكل المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة " مجد " هو وعدد من قادة الإخوان وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1984 اعتقل للمرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة وحكم عليه بالسجن ثمانية سنوات قضاها في باستيلات الاحتلال . عمل الدكتور إبراهيم المقادمة طبيباً للأسنان في مستشفى الشفاء بغزة ثم حصل على دورات في التصوير الإشعاعي وأصبح أخصائي أشعة، وبعد اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية فصل من عمله في وزارة الصحة الفلسطينية وعمل طبيباً للأسنان في الجامعة الإسلامية بغزة. وكان المقادمة من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو وكان يرى أن أي اتفاق سلام مع العدو الصهيوني سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم وان المقاومة هي السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية وان كان ذلك سيؤدي إلى استشهاد نصف الشعب الفلسطيني. [title]حياته الدعوية[/title] ونشط شهيدنا الدكتور في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية وخاصة بين شباب حركة حماس وخاصة الجامعيين وكان له حضور كبير. وألف عدة كتب ودراسات في الأمن وهو داخل السجن وخارجه, منها: معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، و كانت له دراسة حول الوضع السكاني في فلسطين وهي بعنوان " الصراع السكاني في فلسطين " كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني. وكان المقادمة من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذا بالاحتياطيات الأمنية قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدام أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عرف عنه أنه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة. [title]شرف الشهادة[/title] في صباح يوم السبت 8-3-2003 اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني الدكتور ابراهيم أحمد المقادمة " أبو أحمد " بإطلاق خمس صواريخ باتجاه سيارته التي كانت تسير في شارع اللبابيدي بالقرب من مقبرة الشيخ الرضوان بمدينة غزة ، مما أدى إلى استشهاده و ثلاثة من مرافقيه وإصابة عدد من المارة وطلاب المدارس بجراح . [title]قال عنه الاحتلال[/title] المعلقون العسكريون الإسرائيليون أجمعوا على أن الدور الكبير للشهيد القائد إبراهيم المقادمة ليس فقط في تأثيره القوي في نفوس حركة حماس والشعب الفلسطيني، بل لكونه أبرز مفكري الشعب الفلسطيني الذين نظروا لخيار المقاومة كخيار أخير وحيد واجب التعامل به مع الاحتلال، ودافع عن هذا الخيار حتى يومه الأخير. وقد وصف الوزير "جدعون عيزرا" الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" الشهيد إبراهيم المقادمة بأنه أحد أخطر الفلسطينيين على الأمن الصهيوني. وأضاف عيزرا: "المقادمة ليس مجرد قيادي في تنظيم فلسطين تتم تصفيته بل هو مدرسة فكرية كاملة غذت اندفاع الفلسطينيين نحو مواصلة القتال ضد "إسرائيل"، من هنا فإن تصفية المقادمة تمثل توجه أجهزتنا الأمنية لتصعيد الحرب ضد المقاومة الفلسطينية".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.