20.55°القدس
20.32°رام الله
19.42°الخليل
25.48°غزة
20.55° القدس
رام الله20.32°
الخليل19.42°
غزة25.48°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

في ذكراه الأولى..

خبر: القائد "الغول"... حيٌّ في قلوب محبيه

كانت الشمس محمرةً بلون الغياب حين الخبر , تصافح أمواج البحر وتهديها التحايا وقت زُفّ النبأ , وكأنها حمرة الدم المتدفق بالعطاء والممتد في أفق البطولة ورحابة السماء , أو أنها مصافحات المياه المودعة لمحبٍّ لطالما عشقته وأحبته. تقرير أعده مراسل [color=red]"فلسطين الآن" [/color]يعرض سيرة حياة الشهيد القائد القسامي إبراهيم محمد نجيب الغول في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده. [title]ذكرى حيٌّ فيها[/title] معاني الصبر والفخر والثبات كانت بادية على والد الشهيد الغول خلال حديث "فلسطين الآن" معه في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد ابنه , مردداً قوله تعالى: "ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً" والتي يرددها دائماً كما أخبر عند حديثه عن إبراهيم. "شعوري وشعور أهل البيت أن إبراهيم حيّ بيننا , ومضت سنة وهو حيٌّ عند ربه يرزق" , بهذه الكلمات تحدث الغول بعد عام مضى على استشهاد ابنه , وأضاف:"كلنا مشاريع شهادة". وأوضح أنه في ذكرى استشهاده التي توافق اليوم الأحد سيحضر حلوى لأهل البيت , وذكر أنه رأى ابنه الشهيد في منامه يُعلمه "باشتياقه وأنه بنى لوالده بيتاً في الجنة". وتوافق اليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس إبراهيم الغول , حيث استشهد في 8/3/2014م أثناء الإعداد والتدريب في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. [title]مسيرة حياة[/title] ولد إبراهيم محمد نجيب الغول في 18 فبراير لعام 1983م في جمهورية ليبيا العربية ودرس فيها أوائل مرحلته الابتدائية , وبعد عودة عائلته -التي تعود جذورها إلى بلدة "صرفند العمار"- من ليبيا إلى فلسطين عام 1994م أكمل مراحله الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة رفح. التحق الغول أمام إصرار والده في كلية فلسطين للتمريض حيث احتلّ العمل الجهادي جنانه وهمّه , عمل خلالها في الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس , وبعد تخرجه من كليته عمل في الخدمات الطبية , وترك العمل في الخدمات الطبية لميوله العسكرية ليعمل في العام 2006م في أحد الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية. وفي العام 2006م تزوج أبو محمد لينجب ولداً وثلاثة بنات , اكتنفهم بحنانه وحبه كأفضل ما يحنو أبٌ على أهله وأبنائه. [title]عطاء الجهاد[/title] منذ الخامسة عشر من عمره وضع الغول أولى خطواته في طريق الجهاد متعلقاً بأحد أقاربه المجاهدين , شغفاً بالرياضة مهتماً كثيراً ببناء جسده , وانضم إلى الجيش الشعبي فور تشكيله في بداية الانتفاضة , وخاض أول دورة عسكرية بعد استشهاد القائد القسامي "طارق أبو الحصين" بستة أشهر وكانت الدورة تحمل اسمه. كان شهيدنا أحد مجاهدي كتائب القسام فور دمج الجيش الشعبي فيه , وشارك في جميع الدورات التدريبية بهمة عالية وروح وثّابة , تشرّب خلاله صفات القائد ليشارك في أول دورة عسكرية لإعداد المدربين , وانطلق بعدها مدرباً في لواء رفح , متميزاً في ميدانه متقنا لجميع المهارات التدريبية , واهتم بتطوير قدراته التدريبية من خلال مواكبة التكنولوجيا , يتميز بسرعة التطبيق والسرعة في استخدام السلاح. شارك المجاهد في المواجهات التي كانت تحدث على حدود رفح الجنوبية في مخيم "يبنا" , كما وكان مرابطاً على ثغره في اجتياح حي "تل السلطان" المعروف بعملية "قوس قزح", وبجانب عطائه في التدريب ظلّ مرابطاً في الكتيبة الغربية كتيبة الشهيد "أمير قفة" صابّاً اهتمامه في تدريب مجاهديها. [title]القائد القسامي "خطاب"[/title] "خطّاب" كان هذا اللقب الذي اُشتهر به , ويذكر أنه في معركة الفرقان كان المجاهدون يحتاجون لنداء عبر جهاز الاشارة ليتواصلوا معه فاختار اسم "خطاب" تيمناً بخطاب الشيشان , وبقي لقباً ملازمة له. ارتقى الغول من ميادين التدريب والإعداد لسنوات ليكلّفه إخوانه في قيادة القسام في لواء رفح بقيادة وحدة "الضفادع البشرية" القسامية أو ما يُعرف ب"الكوماندوز البحري" في اللواء , ليضرب خلاله أروع الأمثلة في حمل الأمانة واستشعار المسئولية , وأبدع أيما إبداع في ميدانه , يعمل فيه بحب حتى انتقل به نقلة نوعية تشهد لها قيادة القسام برفح. ويذكر أن وحدة "الضفادع البشرية" التابعة لكتائب القسام شهدت حضوراً كبيراً في معركة "العصف المأكول" خصوصاً في عملية "زيكيم" البحرية , والتي أظهرت التسريبات المصورة إبداع المجاهدين وتطور أساليب المقاومة. [title]أخلاق ورفيع سلوك[/title] خلال لقاء [color=red]"فلسطين الآن" [/color]مع عائلة الشهيد الغول تروي والدته كيف كان أخلاقه معها بقولها: "كان يجلس بجوار أقدامي وينادي على إخوانه أنا قاعد في الجنة , من يجلس معي في الجنة" , في أسمى معاني البر لها. وأضافت:" كان يشتري لي كل ما أحب وكأنه يتعامل معنا كأطفال , وكان يقتطع جزءاً من راتبه رغم عدم انتظام الراتب والديون", يهب كل ذلك عن حب ورضاء نفس. لم تفارق الابتسامة ثغر أبي محمد , يلقي السلام على كل من يراه عرفه ومن لم يعرفه , يحمل قلباً واسعاً للجميع على اختلاف توجهاتهم , كان يشكو له جيرانه مشاكلهم العائلية والخاصة , كل منهم يشعر بعلاقة خاصة معه , كما أفاد كل من تحدث عنه. ومن فيض رحمته بالفقراء والمحتاجين أنه كان يأخذ أحد جيرانه المرضى إلى بيته ليغتسل عنده , ويغسل ملابسه بشكل مستمر ويقدم له الأكل يومياً , وحتى في غيابه يوصي أهله بتجهيز الأكل وتقديمه له , وكان أحدهم يقول له بعد استشهاد أبي محمد :"من لك بعد إبراهيم" , في أبهى معاني الرحمة والإيثار والتواضع النبيل. لم يكن غريباً أن يتوافد الآلاف في عرس شهادتك , يشيعونك كأعداد قطرات الأمطار التي انسكبت يومها وكأنها تقول:" إبراهيم.. ودقّات قلبك ألمحها في النخيل .. وفي موجة البحر ترخي ضفائرها فوق جرحي الجليل .. وأسمعها على ضفة النهر ترنو إلى المستحيل".