لاقت حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها أجهزة الضفة بحق العشرات من كوادر حركة حماس الليلة الفائتة، تنديدا واسعًا ورفضًا لاستمرار السلطة بنهج الاعتقال السياسي. ورأت كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني في اعتقالات الضفة "إصرارا على عدم مغادرة مربع التخابر مع الاحتلال، ومحاولة قلب الطاولة على المصالحة الفلسطينية، والعمل على إفشال أي جهود دافعة باتجاه وحدة الشعب الفلسطيني". وقالت الكتلة في بيان وصل[color=red] "فلسطين الآن"[/color] إن "هذه الاعتقالات تأتي في اليوم الذي رفض فيه المجرم نتنياهو مشروع الدولتين الذي قامت على أساسه السلطةوبعد أيام قليلة من توصية المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير بوقف التنسيق الأمني. وأشارت الكتلة إلى أن هذا "رد واضح على تمسك الأجهزة بسر وجودها وبقائها وهو التخابر الأمني مع الاحتلال والتبادل الوظيفي معه". وشددت على أن "عار الاعتقالات السياسية سيبقى في جبين كل من ارتكب هذه الحماقات، وسيشكل مغامرة لأصحابه لأن الشعب لن يرحم والتاريخ لن يغفر". وأكدت أن "المطلوب من عباس وفريقه وأجهزته الكف عن هذه المهاترات التي تشكل خدمة مجانية للعدو، والانحياز إلى الشعب الذي ينافح بدمه وتضحياته لأجل التمسك بالحقوق والثوابت، رغم تفريط المتنازلين من أمثاله عنها، وأن يدرك أن هذا الشعب عظيم ولا يمكن أن يخضع لكل هذه الأساليب الرخيصة". [title]التنسيق مع الاحتلال [/title] بدوره، استنكر الناطق باسم حماس حسام بدران الحملة الشرسة التي شنتها أجهزة الضفة الليلة الماضية ضد أبناء حماس، قائلا إنها تأتي بعد يوم واحد من شهادة المخابرات الإسرائيلية بأن 80% من أعمال المقاومة في الضفة قامت بها حماس، "وجاءت هذه الاعتقالات الجماعية لتؤكد للاحتلال أن الأجهزة الأمنية تقوم بما هو مطلوب منها". وتابع "حملة الاعتقالات ضد حماس تؤكد أن التنسيق الأمني مع الاحتلال على حاله ومستمر على أعلى المستويات، وهذا يثبت أن قرارات المجلس المركزي بوقف التنسيق ليست حقيقية ولا معنى لها". وشدد بدران على أنه "مطلوب من كل أعضاء المجلس المركزي أن يعلنوا عن موقف صريح إزاء استهتار الأجهزة الأمنية بقراراتهم المتعلقة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال واتمام المصالحة الوطنية". وحمل بدران "رئيس السلطة عباس ورئيس الحكومة الحمد الله المسؤلية الكاملة عن هذه الحملة ضد لأبناء حماس، وعن استمرار انعدام الحريات في الضفة". [title]لجنة الحريات [/title] من جهته، طالب ممثل الشخصيات المستقلة بالضفة وعضو لجنة الحريات خليل عساف عقد اجتماع عاجل للجنة، بعد حملة الاعتقالات التي شهدتها الضفة الغربية على يد أجهزة الضفة، التي طالت عشرات المواطنين. وخاطب عساف، أعضاء لجنة الحريات، عصام العاروري، مصطفى البرغوثي، جمال أبو الرب، ناصر الشاعر، حلمي الأعرج، عبر صفحته على "الفيسبوك"، اليوم الاثنين، قائلا: "إما أن تكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم وترفعوا الصوت عاليا، أو فلتتنحوا، ولا تكونوا صامتين عما يحدث من إجرام وانتهاك وظلم لخلق الله". واستنكر عساف حالة الصمت المطبق تجاه الاعتقالات في الضفة، وخاطب لجنة الحريات قائلا، "سأنتظر دعوة منكم للقاء عاجل ولن أدعو أنا (كما هي العادة) وإلا سأقول القول الذي يجب أن يقال".