17.8°القدس
17.79°رام الله
16.64°الخليل
22.85°غزة
17.8° القدس
رام الله17.79°
الخليل16.64°
غزة22.85°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: (هلوسة..؟!)

في مقال الأمس تناولنا تصريح نتنياهو (لا انسحاب جديد من الضفة الغربية.. ولا لحل الدولتين)؟! وقلنا إن هذا التصريح ليس للانتخابات، وليس (لَوية دراع ) للسلطة، كما تحدث بعضهم ، والصواب أنه جزء من استراتيجية نتنياهو وحزب الليكود والمتدينين، وينبغي على السلطة وسائر الفلسطينيين والعرب أن يتعاملوا مع التصريح على هذه النحو. واليوم نتناول تصريح (يتسحاق هورتسوك) زعيم كتلة المعسكر الصهيوني التي تضم حزب العمل ، وحزب تسيبي ليفني، حيث يقول: ( إن الحديث عن مفاوضات على القدس هلوسة؟!)، ويتعهد باستمرار البناء في المستوطنات الكبيرة، التي تعتزم إسرائيل ضمها؟! ويرى أن ( إسرائيل ) في مواجهة الآن مع السلطة، لأن السلطة اختارت محكمة الجنايات، وبهذا تعرض الضباط والجنود للخطر؟!. المؤسف في التناول الإعلامي الفلسطيني والعربي أنه يقف عند هذه التصريحات دون مبالاة غالبا، وبسذاجة أحيانا، ومن هذه السذاجة تفسير التصريح حول القدس على أنه دعاية انتخابية لجلب بعض أصوات اليمين للمعسكر الصهيوني؟! بينما الحقيقة التاريخية والواقعية، تقول: إن الأحزاب الإسرائيلية بكافة توجهاتها تجمع على ضم القدس، وترى ما يرى هورتسوك : ( إن الحديث الفلسطيني والعربي عن القدس ( هلوسة؟!). هورتسوك لا يبعد كثيرا عن نتنياهو في المسألة الفلسطينية. هو قد يختلف مع نتنياهو في الملفات الإسرائيلية الداخلية، ولكنه يتفق معه في الرؤية الإسرائيلية للقدس من ناحية، وفي حل الدولتين من ناحية أخرى بشكل شبه تام. إن تاريخ حزب العمل يحكي أنه كان الحزب الإسرائيلي الأكثر رعاية للاستيطان في القدس والضفة، وأنه الأكثر شراسة في استخدام القوة ضد الفلسطينيين، والعرب، ولا داعي لتفصيل ذلك لأنه معلوم من التاريخ، وعليه فإن تصريحات هورتسوك ليست دعاية انتخابية، وليست ( لوية دراع) أيضا للسلطة ، بل هي جزء من رؤية ومن استراتيجية مقررة. إن من لا يقرأ أصول الرؤية الاستراتيجية (للأرض، والتواجد للسكان الفلسطينيين عليها، وبناء الدولة اليهودية) ، ستخدعه التحليلات التي تنسب هذه التصريحات الواضحة والمعبرة عن قناعات استراتيجية إلى الدعاية الانتخابية، والأمر ليس كذلك عند الخبراء في الاستراتيجيات. إن ما تطرحه الأحزاب الإسرائيلية في برامجها الانتخابية، وفي دعايتها، وتصريح قادتها، هي مضطرة للالتزام به لاحقا عند الفوز، لأن الناخب الإسرائيلي له القدرة على محاسبتها، وإسقاطها من الحكومة إذا ما تنكرت للبرامج التي صوت عليه الناخب. في دولة الاحتلال، وهذا ما يجب أن نعترف به، يصوت الناخبون على برامج، لا على أفراد، ومن ثم تحاول الأحزاب الفائزة أن تلتزم بالبرنامج الذي طرحته على الناخبين. وهنا يمتنع قياس الحالة الإسرائيلية في الانتخابات على الحالة العربية. هورتسوك ونتنياهو لا يختلفان كثيرا، وبرامج اليمين والمعسكر الصهيوني تلتقي معا في الملفات الفلسطينية، وعلى من يختلف مع هذا التحليل أن يتذكر عدد السنوات التي قادت فيها ليفني المفاوضات مع عريقات وعباس وماذا كانت النتيجة؟!