16.35°القدس
16.09°رام الله
14.97°الخليل
21.26°غزة
16.35° القدس
رام الله16.09°
الخليل14.97°
غزة21.26°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: انتظرت أبو ليلى فجاءها رامي

انتظرت غزة زيارة وفد الفصائل الفلسطينية الذي ما انفك يعلن عن زيارته لغزة منذ أكثر من شهرين، فكانت المفاجأة في زيارة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ودون إعلان مسبق، فماذا وراء تأخر زيارة وفد الفصائل الفلسطينية؟ وما هو الجديد الذي حرك رامي الحمد الله، وهو الممثل الشخصي والوحيد للسيد محمود عباس، فجاء فجأة إلى غزة؟ هل صحا ضمير رئيس الوزراء فجاء إلى غزة على عجل ليحل أزمة الكهرباء؟ ولكن أزمة الكهرباء قائمة من سنوات، ولا تستوجب هذه السرعة في الزيارة. فهل جاء رئيس الوزراء للمساهمة في فك الحصار عن غزة. ولكن الحصار قد بدأ في الانهيار قبل الزيارة، وقد تمثل ذلك بدخول ما يقارب 800 شاحنة بضائع يومية في الفترة الأخيرة، في حين كان يدخل غزة حوالي 400 شاحنة قبل عدة أشهر. فهل جاء رئيس الوزراء ليستحث المانحين على ضرورة إعادة إعمار غزة؟ ولكن المشاريع السعودية والقطرية قد بدأ تنفيذها على الأرض قبل زيارة رئيس الوزراء. فهل جاء لحل أزمة الموظفين؟ ولكن سويسرا، الدولة الأوروبية قد انشغلت بالموظفين قبل السلطة، وسعت للحصول على موافقة عباس على الورقة السويسرية قبل أن تحصل على دعم الغربيين والدول العربية والمنظمات الدولية. في تقديري أن زيارة رئيس الوزراء قد جاءت بموافقة ورضا محمود عباس، والهدف من الزيارة هو إثبات الحضور في غزة بعد غياب، وإرسال رسائل إلى الدول العربية والدول المانحة توحي باهتمام السلطة بغزة بالقدر نفسه الذي تهتم فيه بالضفة الغربية، ولاسيما بعد أن اجتمع ممثلو خمس دول أوروبية هي (فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأسبانيا وألمانيا) برجال السلطة في رام الله، ووجهوا لهم الاتهام المباشر في مواصلة إغلاق معابر غزة، وتأخير إعمارها. إن غياب حكومة التوافق عن غزة على مدار عام كامل من تشكيلها كان يهدف إلى إسقاط غزة، وتمزيق نسيجها الوطني والاجتماعي، ولكن غزة لم تنكسر من الحصار، ولم تهزم في الحرب مع أقوى جيوش العالم، لقد نجحت غزة في شق طريقها وحيدة، ونجحت في فك الحصار وإعادة الإعمار ولو جزئياً، ونجحت في إعادة طرح موضوع الميناء والمطار على طاولة المفاوضات من جديد، بعد تجاهل متعمد من أعضاء الوفد الفلسطيني الذي شارك في مفاوضات التهدئة في القاهرة، ونجحت غزة في طرح موضوع التهدئة مع الإسرائيليين لعدد من السنين مقابل فك الحصار وأشياء أخرى، وهذا ما أرعب السلطة التي راهنت على انهيار غزة، وسقوطها في مستنقع الجريمة والفوضى. اليوم أمام السيد رامي الحمد الله فرصة تاريخية لإعلان نفسه رئيساً للوزراء بجدارة، للسيد رامي فرصة استباق المبادرة السويسرية، والإعلان أن موظفي غزة هم موظفو السلطة، وما يجري على كل موظفي السلطة يجري عليهم، فتعالوا يا أهل غزة لنتقاسم اللقمة، وتعالوا لنتقاسم الوجع والصبر، وتعالوا نحلم معاً بالحرية ومقاومة الاحتلال، تعالوا لنتقاسم الأمل.