16.91°القدس
16.65°رام الله
15.53°الخليل
21.64°غزة
16.91° القدس
رام الله16.65°
الخليل15.53°
غزة21.64°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: خطاب عباس في القمة العربية .. حماس والمناهج!

لم يغادر عباس في خطابه بالقمة العربية لعبة النكاية مع حركة حماس، ليس فقط لأن تلك هوايته منذ انتخابات 2006 ولغاية الآن، بل أيضا لأنه يدرك أن من بين الحضور من ينتظرون منه ذلك، وهو معني بإبعادهم عن خصمه اللدود محمد دحلان عبر القول إنه أكثر عداءً للحركة من الأخير، وإنه أفضل لهم منه في خدمة مساراتهم السياسية حيال الحركة التي أصبحت بمثابة عدو في وعيهم، وبالطبع مجاملة لنتنياهو. بعد يوم من تصريحات مستشاره المقرّب جدا (أعني محمود الهباش)، والذي يقول بصراحة ما يقوله الرئيس بشيء من اللف والدوران، والتي طالب فيها بـ”عاصفة حزم” أخرى ضد حركة حماس في قطاع غزة.. بعد يوم من تلك التصريحات، لم يبتعد عباس كثيرا عن السياق، إذ ذكّر المجتمعين أيضا، بأن هناك دولا أخرى تعيش انقسامات وخروج على “الشرعية”، وقد تحتاج إلى عواصف حزم، مشيرا إلى حماس وقطاع غزة. ولولا بقية خجل، لطالب بشكل مباشر بأن تُجيَّش الجيوش ويبدأ قصف الطيران “لاستعادة المحتل من الأرض”!! ربما لأنه يفضل أن يسحق الحركة ويستولي على القطاع ليضمه إلى الضفة الغربية في لعبة التعاون الأمني بأيدٍ عربية، وليس بأيدٍ إسرائيلية، لاسيما أن الأخيرة لن تضحي بما لا يمكن توقعه من أبنائها لأجل مشروع لا يبدو ملحا على نحو سريع؛ مع أن نزع سلاح قطاع غزة يُعد هدفا بالغ الأهمية، ولكن ليس بثمن باهظ، بخاصة وأن هناك من يطمئنها من العرب بأنه سيقوم بالمهمة من دون الحاجة إلى تضحية من قبلها، وإن بوقت أطول. والحال أن حماس قدمت الكثير على مذبح المصالحة مع عباس، وهي جاهزة للمزيد، لكن الرجل لا يريد إلا سيطرة كاملة تمنحه القدرة على القول لاحقا إنه لا يجوز أن يكون في قطاع غزة سلاح غير سلاح الشرعية، الأمر الذي يعني سلاح حماس وكل الفصائل، فيما يعلم الجميع أن سلاح الشرعية المشار إليها هو سلاح بعقيدة أخرى أسس لها الجنرال دايتون، ولا صلة له أبدا بمقاومة الاحتلال، بل بتثبيت الأمن الداخلي فقط، على اعتبار أن السلطة (الدولة) الموجود حاليا تلبي الحد المقبول من الشروط حتى لو استمرت المفاوضات ألف عام!! في الخطاب أيضا، استعاد عباس حكاية قديمة رددها سنوات طويلة، وتوقف عن ذلك خلال العامين الأخيرين، إلا وهي حكاية الدولة المؤقتة، وفصل القطاع عن الضفة، واتهم حماس ضمنا بذلك، بل طالب بتجريم المشروع في بيان القمة، فيما هو يدرك أن ذلك محض دعاية سياسية لا أكثر، ومن يقيم الدولة المؤقتة على الأرض حتى لو يسمها بذلك إنما هو شخصيا، وإلا فما معنى السلطة (الدولة) القائمة حاليا، بينما يعلم الجميع أن أحدا في الكيان الصهيوني لن يقبل بتحويلها إلى دولة كاملة السيادة على حدود 67، وإن أقصى ما يمكن الحديث عنه هو دولة في حدود الجدار الأمني تصبح في حالة نزاع حدودي مع جارتها. موقف مؤسف بلا شك، أن يحرّض زعيم شعب على جزء من شعبه؛ حمل السلاح في وجه العدو وخاض حروبا ومواجهات انحاز إليها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ورفعت رأس الأمة عاليا، أما الأسوأ فيتمثل في وضعه حماس جنبا إلى جنب مع الاحتلال كسبب في تأخير إعمار قطاع غزة!! كان لعباس موقف آخر مثير في القمة، إذا انسجم مع المضيفين، وربما آخرين في حكاية الإرهاب الذي يجب أن يتم تغيير المناهج لوقفه، ويبدو أن على السيد الرئيس أن يطلب من مستشاره الشرعي أن يبادر إلى صياغة برامج دراسية “معتدلة” تحول بين الشباب وأفكار الإرهاب، بما في ذلك مواجهة العدو الصهيوني الذي دخل مسمى الإرهاب أيضا في عُرفه!! هذه هي قضيتنا المقدسة تعيش في تيه مقيم مع هذا الرجل منذ أكثر من عقد من الزمان، ولن يخرجها منه سوى انتفاضة شعبية تتمرد عليه وعلى برنامجه ومنطقه؛ ما دام أن حركة فتح ستبقى عاجزة عن استعادة ذاتها كحركة تحرر، وبالطبع بعد أن كرّسها رئيسها حزب سلطة تحت الاحتلال، بل سلطة تعمل ليلا ونهارا في خدمته.