في قصة تُشابه ما يجري في الأفلام السينمائية.. فقد انتقم تلميذ في إحدى مدارس محافظة نابلس من زميله بوضع حبة مخدرات من نوع "ترِيب"، عقب مشاجرة حصلت بينهما في المدرسة، ما أدى لإصابة الفتى باضطرابات عقلية وصحية. القصة تعود إلى نشوب خلاف بين تلميذين يبلغان من العمر 11 عاماً في إحدى المدارس، فلجأ أحدهما لحقيبة والده بعد عودته للبيت، وسرق منها حبة مخدرات من نوع "ترِيب"، وتوجه في اليوم التالي للمدرسة، وفق رواية رئيس جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات الدكتور إياد عثمان. وأضاف أن الطفل وضع حبة المخدرات لزميله في كأس العصير، دون أن يلاحظه، ما أدى لعدم تحمل الطفل لفاعلية الحبة وأصيب باضطرابات عقلية وتبول لا إرادي، وبالتالي فقد الطفل مستقبله في استعادة حياته الطبيعية. وأشار إلى أن الأهل لم يتمكنوا في البداية من معرفة سبب سوء حالة ابنهم، إلا أنهم بعد السؤال، تبين أن والد الطفل الذي وضع الحبة معروف عنه بتعاطي هذا النوع من المخدرات، وحين تم سؤال الطفل اعترف أنه قام بوضع الحبة لزميله في كأس العصير، بالرغم من نفي والده لذلك. وأوضح عثمان أنه خلال شهرين وصل الجمعية 3 حالات تم توريط أصحابها بهذا النوع من المخدر دون علمهم، ففي حالة أخرى حضر إلى الجمعية أحد المرضى بعد 4 شهور من إصابته باضطراب عقلي وأعراض غير طبيعية، وتم إخضاعه لجلسات علاج. [title]كأس عصير [/title] وأضاف أن أهل المريض لم يتمكنوا من معرفة سبب انتكاسة ابنهم البالغ من العمر 18 عاماً، لأنهم لم يخضعوه لفحوصات طبية خلال الأيام الأولى من انتكاسته، إلا أن الشاب تمكن من استعادة وعيه، وبدأ تذكر ماذا حصل معه. وأوضح أنه تبيّن أن الشاب حضر أحد الأعراس وشرب العصير هناك، ثم أصيب بانتكاسة بعدها مباشرة، وعلى ما يبدو أنه تم وضع حبة "تريب" له في ذلك العرس دون علمه. وبيّن عثمان أن حبة المخدرات من نوع "ترِيب" يأخذها بعض المتعاطين في حال أرادوا بذل جهد جسدي كبير، مثل الرقص أو الركض، إذ لا يستطيع أي شخص تحملها، فهي قد تؤدي إلى فقدان العقل لمدى الحياة. وأكد أن هذا النوع يعتبر من أخطر أنواع المخدرات المنتشرة في فلسطين، داعياً إلى ضرورة التوعية من مخاطرها وأضرارها على المواطنين. [title]ضبط كميات كبيرة [/title] ويشير تقرير للشرطة الفلسطينية إلى أن إدارة مكافحة المخدرات ضبطت خلال العام الماضي 1008 قضية مخدرات ما بين حيازة وتعاطي وزراعة. وتطرق التقرير إلى القضايا المسجلة للشرطة، ولم يتطرق لجميع القضايا التي تصل إلى مركز التأهيل والعلاج التي غالباً ما تحافظ على أسرار المرضى فيها. والـ "تريب"، معروف في بعض الدول باسم عقار الهلوسة، ولا يوجد له أي استعمال طبي، وبالرغم من أن الجرعة الواحدة منه لا تزيد عن 40 ميكروجرام، إلا أنها كفيلة بإحداث هلوسات بصرية وسمعية وإثارة تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالوقت والمكان للشخص المتعاطي. ويؤدي هذا النوع من المخدرات لرحلة نفسية غالباً ما تنتهي بأعراض خطيرة وحوادث موت، حيث تبدأ فاعلية المخدر بسرعة كبيرة بعد التعاطي مباشرة.