16.91°القدس
16.65°رام الله
15.53°الخليل
21.64°غزة
16.91° القدس
رام الله16.65°
الخليل15.53°
غزة21.64°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: معاناة مخيم اليرموك..

كان من المفاجئ اقتحام تنظيم الدولة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب العاصمة السورية، والذي يمتلك رمزية خاصة في موسوعة الكفاح الوطني الفلسطيني المعاصر، باعتباره عنوان القضية الفلسطينية وعنوان اللجوء الفلسطيني ورمزا لسرمدية العمل الكفاحي العربي والإسلامي. ولعل ذلك كان سببا مهما في أن النظام السوري وبرغم عدوانيته وإجرامه الشديد بحق الشعب السوري فإنه اكتفى بحصار المخيم فقط وقصفه المتكرر بقذائف الهاون وإغلاق مداخله من أجل فرض الموت على أهل المخيم ، لكنه لم يورط نفسه باقتحام المخيم، وذلك في خطوة ذكية يستهدف منها المحافظة على التغني بالورقة الفلسطينية وأسطوانة محور الممانعة التي صم بها الآذان. بالإضافة إلى أن مخيم اليرموك يخضع لحصار مشدد من قبل النظام السوري الذي يحاصره منذ فترة طويلة نتجت عنه أزمة كبيرة في المواد الرئيسة، إضافة لانقطاع الكهرباء والماء المستمر منذ حوالي عامين ، مما نتج عنه معاناة يومية كبيرة في كل تفاصيل الحياة اليومية عدا عن شهداء الجوع في المخيم، والذين زاد عددهم حتى نهاية 2014 على 170 شهيدا سقطوا نتيجة حالة التجويع المفروضة على المخيم والتي أكلت الأخضر واليابس وقدمت للعالم أنموذجا جديدا في جرائم قبيحة كان يعتقد الجميع أنها انتهت وأضحت من مخلفات القرون الوسطى. وعليه وبكل الأحوال فإن النظام السوري سعى وبحنكة سياسية وعسكرية كبيرة إلى الإبقاء على شعرة معاوية بينه وبين الكثير من المناطق الثائرة ومن ضمنها مخيم اليرموك. المفارقة الحقيقية في أن تنظيم داعش الذي اقتحم المخيم ساق عديد الذرائع الواهية لتبرير اعتدائه وهجومه على مخيم اليرموك على مواقعه الإلكترونية وهي تتمحور حول فك "الحصار الجائر" الذي يفرضه النظام السوري على أهالي المخيم منذ أكثر من عامين كاملين، والحفاظ على المخيم من جهة أخرى خصوصا بعد ورود أنباء عن العمل على اتفاق مصالحة بين الفصائل المسلحة، التي تسيطر على المخيم، وقوات النظام، على غرار ما حصل في أحياء عديدة داخل العاصمة، وفي ريفها. هذه الذرائع من داعش تبدو في صورة مناقضة تماما لما يجري على الأرض: • من حرب شعواء وقصف صاروخي وقذائف هاون وقنص في كافة مناطق التماس بين منطقتي الحجر الأسود ويلدا الملاصقتين للمخيم واللتين يسيطر عليهما "داعش"، الذي انطلق منهما باتجاه المخيم وبين فصائل فلسطينية تدافع عن المخيم وتحاول صد هجوم داعش، وأبرزها كتائب أكناف بيت المقدس. • السعي إلى إيجاد الذرائع لاقتحام مخيم اليرموك، حيث كان أول أعماله تعطيل الاتفاق القاضي بتحييد المخيم والذي تمثلت أولى خطواته في اغتيال القيادي في حماس يحيى حوراني – الطبيب والإنسان التوافقي الذي يعمل في مشفى فلسطين في المخيم – وما تبعه من قيام الفصائل الفلسطينية العاملة في المخيم باتهام تنظيم داعش بتنفيذ عملية الاغتيال بل وتنفيذ كتائب أكناف بيت المقدس اعتقالات بحق عناصر من تنظيم داعش في المخيم واحتجاز ثمانية من عناصره عقب عملية الاغتيال. • مساندة قوات النظام السوري لقوات داعش أثناء عملية الاقتحام والاشتباك عبر قصف مواقع الأكناف في مخيم اليرموك قصفا عنيفا بقذائف الهاون وقذائف المدفعية وصواريخ "أرض – أرض" بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان . • عدا عن أنه من المعيب لتنظيم "داعش" أن يقتحم مخيم اليرموك " المحرر" والذي لا يخضع لسلطة النظام، فيما يترك مناطق شاسعة تخضع للنظام ولا تبعد سوى أمتار عن المواقع التي يسيطر عليها "داعش".