خبر: ستون من الأشهر العجاف تتبعها ثلاثة سمان بالوعود
02 يناير 2012 . الساعة 07:10 ص بتوقيت القدس
مع بداية كل عام جديد يكثر المتنبئون والمنجمون وقارئو الكف والفنجان، وتتبخر أكاذيبهم مع نهاية العام إلا ما ندر من الحوادث وتطابق مع القول المأثور: "كذب المنجمون ولو صدقوا"، فنحن بالكاد نستطيع الاتفاق على قراءة موحدة لأحداث العام المنصرم فضلاً عن الادعاء بعلم الغيب، فما زال البعض يعتقد بأن الثورة العربية صناعة صهيونية أو أمريكية، وأن الزلازل غضب من الله لمقتل بعض "ولاة الأمر" وهم أشد من فرعون الجد، وأن جماعة بحجم الإخوان المسلمين ليس فيها من هو في سن الشباب من مفجري الثورة، ولا تقبل الجماعة في عضويتها لمن هم دون سن الستين. أنا لن أخوض مع الخائضين من مدعي كشف الغيب، ولكنني سأشارك في توقعاتي؛ ليس من باب اللهو والتذاكي، بل للتحذير مما أتوقع حدوثه، ليس في العالم ولا في الوطن العربي بل فقط في غزة والضفة الغربية. مناطق السلطة الفلسطينية مرت بستين من الأشهر العجاف، وهي المرة الأولى التي ينهش الفقر فيها شعبنا بهذه الوحشية بسبب الحصار العالمي له في الضفة وغزة، وإن كان الوضع في غزة أكثر سوءاً بسبب الحرب والدمار وإحكام الحصار، فتجويع الشعب أصبح غاية وهدفاً من أجل تركيعه من قبل الغرب الغاشم ودولة الاحتلال (إسرائيل)، ولذلك فإن مؤسسات الإغاثة الدولية العاملة في فلسطين قلصت حجم مساعداتها "الإنسانية" بشكل متعمد تمهيداً لوصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع زحفاً وحتى يعيدوا النظر فيمن يختارون بعد خمس سنوات من خيارهم الديمقراطي الأول_حسب ما يعتقده ويخطط له الغرب مدعي الإنسانية-. طوال تلك السنوات العجاف لم نر من يعترض على الفقر والفاقة التي عاشتها عشرات الآلاف من الأسر المسكينة، لم يسأل أحدهم كيف تعيش أسرة مكونة من عشرة أفراد على "كوبون" بقيمة عشرة دولارات أو عشرين دولارا تقدم لهم كل شهر أو اثنين؟ لم يفسروا لنا لماذا تم قطع الطحين والزيت والمواد الأساسية بشكل ممنهج؟. الآن اختلف الوضع، فبعد أشهر ربما تكون هناك انتخابات عامة، وأظنها ستكون أشهرا سمانا بالوعود، فسيظهر فجأة من يرق قلبه لغزة ولفقراء الضفة، وإليكم بعض ما سيعدون به الناخبين: س(يخفضون الضرائب)، س(يعيدون إعمار غزة)، س(يخلقون فرصة عمل لكل عاطل)، س(يضعون الناس بعيونهم)، س,س، س....س، حتى يوم الانتخابات وبعدها تعيشوا وتأكلون غيرها، وباختصار أقول إن إفقار الشعب هو الطريقة الخفية لتزوير إرادة الناخبين، ومع ذلك فإنني أعتقد أن الانتخابات ستكون فرصة جيدة للرد على الرباعية الدولية و(إسرائيل) وحصارهم لشعبنا الفلسطيني وذلك بانتخاب من يكرهون.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.