17.46°القدس
17.22°رام الله
16.08°الخليل
22.34°غزة
17.46° القدس
رام الله17.22°
الخليل16.08°
غزة22.34°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: أنتم وجعنا

مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني، والتحضيرات المتسارعة لإحيائه؛ لا يغيب عنا أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال تمثل وجعًا وألمًا دائمين لكل حر وشريف، كما هو ألم ووجع ما يجري في مخيم اليرموك من ذبح للاجئين الفلسطينيين، وما يجري على يد الاحتلال من اعتقالات ومصادرات وتهويد للضفة الغربية والقدس المحتلة. أسرانا كونهم يدافعون عن قيم الحرية والكرامة والعدالة، ويقدمون أغلى ما يملكون من حريتهم وزهرة شبابهم يحتم على الفلسطينيين جميعًا نصرهم على عدوهم وسجانيهم، ولو بأضعف الإيمان الدعاء والذكر الطيب، والمشاركة الفاعلة في فعاليات نصرة الأسرى، في كل الأوقات والأزمان. جدير بكل فلسطيني وحر وشريف أن يضحي، ويقدم شيئًا لنصرة الأسرى، وعدم الاكتفاء بيوم الأسير لتذكرهم فقط ثم نسيانهم طوال العام. التضامن مع الحركة الأسيرة ليس منة من أحد، بل هو واجب وطني وديني وأخلاقي، ومن تلقاء نفسه يجري في دماء وعروق الأحرار الشرفاء، وكل فلسطيني وعربي ومسلم توجعه قضية الأسرى وبقاء المسجد الأقصى في الأسر. لاحظ أن أسيرين من جند الاحتلال لدى المقاومة في غزة ملأ الاحتلال لأَسْرهما الدنيا صراخًا وعويلًا، ولم ينم ساعة واحدة ملء جفنيه وهو يفكر في كيفية خلاصهما من الأسر، وتحريرهما، مع أنهما كانا يدافعان عن الباطل والظلم، وكانا يقتلان أطفال ونساء غزة بلا رحمة ولا شفقة. أسرانا الأبطال يذودون عن الأمة جمعاء، ويضحون لأجلها، ويعدون نقطة حساسة وساخنة لدى مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، فما ندر أن نجد فلسطينيًّا لم يذق طعم وعذابات الأسر؛ لذا ستبقى قضية الأسرى حية في قلوبهم وعقولهم. قضية الأسرى الموجعة تجمع بصورة خلاقة كل أطياف الشعب الفلسطيني وقواه، في بوتقة تحدي الاحتلال الظالم، ولا مجال للاختلاف أو التنازع في ظل احتلال لا يفرق بين لون وآخر من ألوان الطيف السياسي الفلسطيني. الأسر (لمن لم يتذوق طعمه) هو عبارة عن موت بطيء؛ فالأيام تمر سريعًا خارج السجن، ولكن داخله تمر الثواني ثقيلة وبطيئة، ومعها العذاب، والموت يلاحق الأسرى، خاصة في العزل الذين لا يعرفون النهار من الليل. في يوم الأسير كل فكرة يتبعها خطوة للتضامن مع الأسرى جديرة بالتطوير والتحسين، وحبذا لو تتطور وتصل إلى عواصم العالم الغربي الذي يدعم الاحتلال؛ ليعرف حقيقة ما يفعله بأسرانا وأسيراتنا الماجدات. تتصاعد آمال الحركة الأسيرة بعميلة تبادل قريبة، على غرار عملية التبادل في صفقة وفاء الأحرار؛ فشعار الحركة الأسيرة هو أن النصر ما هو إلا صبر ساعة، وهي لحظات صبر أقوى من الجدران والزنازين والأسلاك الشائكة، وإن النصر في النهاية لأصحاب الحق والأرض، لا لمن قهروا وهجروا شعبًا بأكمله إلى منافي الأرض، "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا".