بينما يسأل المعذبون في الأرض عن أحكام وفتاوى الموت وأكل الميتة ينشغل المتنطعون بقضايا وفتاوى على طريقة برامج ما يطلبه المستمعون، فيما تعبر بيئة الفتاوى عن الواقع السياسي الذي تمر به الأمة من صراع وفوضى، في ظل تصدي مشايخ السلطان من جانب، والتكفيريين من جانب آخر، حتى أصبحت ساحتنا ينطبق عليها المثل الشعبي: "سألوا فرعون: مين فرعنك؟ قال: ما لقيت أحد يردني". في المخيمات الفلسطينية بسوريا وضحايا الحرب الأهلية في الوطن المجروح يسألونك حول أحكام الدفن دون قبور، والمباح في أكل الجثث والأشلاء، في ظل جوع الحصار والخوف، وفتيات في عمر الزهور يستفتين أهل الذكر حول مصير ما في أرحامهن من أجنة بعدما تعرضن للاغتصاب في سجون الطغاة والثورات المضادة. وفي انتظار الإجابة والفتوى يحسم الأزهر القضية بأن إطلاق الغاز بدون رائحة لا ينقض الوضوء. فقد منح الأزهر شهادة الدكتوراه للشيخ ف.س. في الشريعة والقانون، بتقدير ممتاز، عن أطروحته التي تناول فيها ما تشيع تسميته بـ"الغازات الحميدة" (والمعروفة بالضرطة) من الناحية الفقهية، مؤكدا أن هناك نصوص منقولة تحدد بكل دقة رائحة الغازات الناقضة للوضوء وعدد ثواني إطلاق الريح التي تعتبر بعدها الغازات ناقضة للوضوء. وقد حدد الشيخ ف.س الروائح الناقضة للوضوء كالآتي: "الضرطات" الملثمة برائحة البيض أو البصل أو البسطرمة أو الكرنب" أما ما خرج عن ذلك فهي غازات حميدة إلا إن استمرت "الضرطة" أكثر من ٤ ثوان وكان صوتها أعلى من ٣٠ ديسبل وهي وحدة قياس الصوت في علوم الفيزياء. وقد عبر العديد من العلماء عن ارتياحهم لحسم هذه القضية خاصة فيما يتعلق بالصلوات الطويلة مثل صلاة التراويح. ما أشبه اليوم بالبارحة... فقد سأل رجل من أهل العراق عبد الله ابن عمر عن دم البعوض يكون في ثوبه هل ينقض الوضوء فقال: انظروا هذا يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، قد سمعت رسول الله صلي الله وسلم يقول: الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا. هذا حالنا اليوم ... ينشغل فقهاء "بالضرطة"، ويتجاهلون جرائم ترتكب بحق دماء وأرحام المسلمين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.