16.91°القدس
16.65°رام الله
15.53°الخليل
21.64°غزة
16.91° القدس
رام الله16.65°
الخليل15.53°
غزة21.64°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: من قتل جعفر عوض؟

تسابق الجميع لتحميل الاحتلال المسؤولية عن استشهاد الأسير المحرر جعفر إبراهيم عوض (22 عامًا)، وأنا بدوري أحمل الاحتلال المسؤولية الأولى والكبرى عن تدهور حالته الصحية خلال وجوده في السجن, ونتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له. ولكن منذ 21/1/2015، أي ما يزيد على شهرين, وقد أطلق الاحتلال سراحه بشكل استثنائي, وهو يتنقل بين أسرّة المستشفيات ينتظر قرارًا من "محمود عباس" ليتم نقله للعلاج في ألمانيا وإنقاذ حياته، حيث لا يوجد علاج في الضفة الغربية لمثل هذه الحالات. لكن مكتب محمود عباس لم يعر الطلب اهتمامًا. 70 يومًا مرت على انتظار الموافقة على تحمل نفقات علاجه حتى قضى "جعفر" وانتقل إلى جوار ربه، وقد أكد ذووه هذا الأمر خلال مقابلة مصورة معهم أجرتها فضائية فلسطين اليوم قبل شهر. ولكي يكتمل المشهد قبل استشهاده بعشرين ساعة، وعندما شعروا بأن قضية "جعفر" انتهت, عقد وزير الصحة بصحبة عدد من المسؤولين والأطباء اجتماعًا مهمًا في مستشفى الميزان الذي يعالج فيه، وأعلنوا أمام وسائل الإعلام أن "محمود عباس" أعطى الأوامر بتفعيل كل الخيارات لإنقاذ المحرر "جعفر"؛ ولكن للأسف, حالته الصحية لا تسمح له بالتنقل والسفر, وبالتالي لا بد أن يبقى في مستشفيات الضفة، وهكذا تنصّلوا من المسؤولية، ليقضي جعفر عوض شهيدًا بعدها بساعات, وتصعد روحه إلى ربها شاهدة على الظلم والتقصير. في اعتقادي أن (22 ألف يورو) هو المبلغ الذي كان يحتاجه "جعفر" ليعالج في ألمانيا، لا تساوي شيئًا مقابل إنقاذ إنسان ضحى من أجل فلسطين، ولو طلب أحد المسؤولين في السلطة هذا المبلغ ليقوم بجولة ترفيهية في أوروبا أو الإمارات, ما انتظر طلبه 70 يومًا في مكتب محمود عباس لتأتي الموافقة عليه سريعًا. وحتى لا يدّعي أحد بأنني أتجنى على المسؤولين في السلطة, إليكم نموذجًا آخر من الإهمال للمحررين: الأسير المحرر "محمد التاج", أطلق سراحه في 18/4/2013 لخطورة حالته، ومنذ ذلك اليوم وقد مرّ عامان وهو يحتاج إلى علاج ومتابعة خاصة، وزراعة رئة بدل التي تلفت في سجون الاحتلال، وتلقى سيلًا من الوعود من المسؤولين بالسفر إلى ألمانيا أو دولة أخرى من أجل إتمام علاجه وإنقاذ حياته، ولكن دون جدوى؛ ولا يزال ينتظر كما الشهيد "جعفر عوض". وقد نسمع عن الموافقة على تمويل نفقات علاجه, ولكن بعد أن يصل إلى النفس الأخير، ثم يتسابق المسؤولون للإدانة وتحميل الاحتلال المسؤولية.. ولا تنسوا أن تلتقطوا بعضًا من الصور التذكارية مع الشهيد. إذًا برأيكم.. من قتل جعفر عوض, ومن سيقتل غيره من المحررين؟!. * قتله إهمالنا وتقصيرنا جميعًا. * قتله المسؤول الذي لم يعبأ بالأسرى ولا بالمحررين. * قتله من يصعد على أكتاف الأسرى، ولا يمل من أخذ الصور التذكارية معهم ومع ذويهم في الفعاليات والمناسبات والزيارات، ثم يعود إلى بيته وكأن شيئًا لم يحدث. وقبل كل ذلك, حتى لا أُتهم بوطنيتي, قتله الاحتلال الذي تعمد تركه فريسة للأمراض التي تنهش جسده دون علاج مناسب، وأطلق سراحه بعد أن أدرك أنه لن ينجو. رحمك الله يا جعفر, ورحم أشرف أبو ذريع, وزهير لبادة, وحسن الترابي، وزكريا عيسى، وغيرهم ممن قضوا بعد إطلاق سراحهم بأيام وشهور.