25.52°القدس
25.01°رام الله
25.53°الخليل
26.22°غزة
25.52° القدس
رام الله25.01°
الخليل25.53°
غزة26.22°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: حربٌ باردة بين "فلسطين" و"نتيف هعسراه"

تفصلهما مسافة أقل بكثير من مدى طلقة بندقية رشاشة، على الجانبِ الفلسطيني، موقعٌ لكتائبِ القسام أطلقت عليه اسم "فلسطين" أعدته بعيد العدوان الأخير على قطاع غزة في العام 2014م، وعلى الجانب المحتل مستوطنة "نتيف هعسراه" الإسرائيلية. الحرب الباردة عادت من جديد، ولكن هذه المرة في أقصى شمال قطاع غزة، فمسافة أقل من 800 مترًا بين موقعين عسكريين، أحدهما على الجانب الفلسطيني والآخر يجثم على الأراضي المحتلة، قد يبدو أمراً مرعباً. مقاتلو القسام ينتشرون في الموقع، يتدربون بكل حُرية، يسيطرون على المكان بشكلٍ جيد، وسط نظراتٍ ومراقبة من الاحتلالِ الإسرائيلي، الذي تنتابه المخاوف لقرب الموقع منهم. الاحتلال الإسرائيلي، أطلق منطادَ مراقبة، كاميراتٍ من جميعِ الجهات، رصد وتتبع ليلاً ونهاراً، الخوف والترقب سيّد الموقف على الجانبِ المحتل. [title]رسالة تحدٍ وقوة[/title] وعدّ الخبير في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر تشييد كتائب القسام موقعًا عسكريًّا، رسالة تحدٍ وقوةٍ توجهها الكتائب للعدو الإسرائيلي، وبأنها قادرة على السيطرة على الحدود. وبيّن في حديثه لـ"[color=red]"فلسطين الآن"[/color] إن الاحتلال يدرك تماماً خطورة الموقعِ الذي يبعد 800 متراً فقط عن مستوطنته، لافتاً إلى أن موقع القسام تحت رقابة الاحتلال على مدار الساعة، تخوفاً من عمليات عسكرية. وزارت قيادات من حماس موقع "فلسطين" العسكري أقصى شمال قطاع غزة أبرزهم قائد المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، والقيادي الكبير في الحركة محمود الزهار، وشاهدوا المستوطنة الإسرائيلية هناك عبر المنظار، التقوا بمقاتلي القسام، تحدثوا إليهم، وحفزوهم على القتال ومواجهة العدو الإسرائيلي بكل بسالة، وقد لاقوا ترحيباً كبيراً من عناصر القسام المرابطة هناك. واشتكى سكان المستوطنة الإسرائيلية أكثر من مرةٍ لقيادتهم، بأن أصوات التدريبات المنبعثة من الموقع العسكري القسامي ترعبهم، تمزق أفئدتهم، ولكنهم لم يكثروا كثيراً لنداءات مستوطنيهم، وسط عجزٍ تام أمام تدريباتِ القسام. وكشف أبو عامر عن تخوف الاحتلالِ من وجود أنفاق في العديد من المناطق لا سّيما الحدودية لقطاع غزة، ويتحدث عن ذلك باستمرار، وعن طرق الكشف عنها وتجنب خطرها. وزعم الاحتلال الإسرائيلي أول أمس بأن طلقة نارية أصابت كنيساً يهودياً في نتيف هعسراه، ما أدى لبث الرعب والخوف في قلوب المستوطنين، لكن قيادة الاحتلال سارعت بوصف الرصاصة بــ "الطائشة" ولم يهوّل الأمر، وسحب ذريعة التصعيد. ولفت الخبير بالشأن الإسرائيلي إلى أن الاحتلالَ الإسرائيلي، يشعر بشيء من الطمأنينة حيال موقع فلسطين العسكري، نظراً لاتفاق التهدئة، كما يفسح موقع القسام المجال لكي يتتبعوا التدريبات عن قرب، ويكونوا في عيون وحدة الرصد الإسرائيلية. [title]المقاومة لم تُردع[/title] ورأى اللواء والخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن المقاومة نجحت في الدفاع عن نفسها وعن شعبها بإنشاء المواقع العسكرية المحصنّة، القريبة جداً من الحدود. ونوّه خلال حديثه لــ [color=red]"فلسطين الآن"[/color] إلى أن غزة ذات أرضيّة مفتوحة وواسعة، تُصعب من مهمة الدفاع عنها، ولكن استبسال المقاومة وإصرارها فرض معادلة الرعب. وتوقع الشرقاوي أن يتجنب الاحتلالُ حالياً حرباً مع المقاومة، واصفاً بيته بـ "بيت العنكبوت" الهش. وأكّد أن الاحتلال الإسرائيلي استطاع بعدته وعتاده أن "يضبع" الأمة العربية، لكنه عجز عن ردع المقاومة في غزة. وتستمرُ المقاومة الفلسطينية بإنشاء المواقع الحدودية المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية، في أقوى تحدٍ لغطرسة الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على الأراضي الفلسطينية.