19.68°القدس
19.41°رام الله
18.3°الخليل
25.46°غزة
19.68° القدس
رام الله19.41°
الخليل18.3°
غزة25.46°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: كيف هنأ الوقائي "مصعب سعيد" بتخرجه؟

ما إن أنهى آخر توقيعٍ لاستلام شهادته الجامعيـّة من كليـّة الصحافة والإعلام من جامعة "القدس" في مدينة رام الله، في الضفة المحتلة، حتى بدأ يستعدُ للاحتفال مع عائلته بفرحة التخرج، لاسيّما والديه. أشعلَ شموعَ الفرحة مع أصدقائه مساء السابع والعشرين من شهر أبريل/نيسان 2014م، وتلقى التهاني والتبريكات بتخرجِه من جميع من شاركه الحفل، ومن لم يستطع أن يحضر من أصدقائه وأقاربه، اتصل به مهنئاَ. ما إن قارب الحفلُ على الانتهاءِ، تجمع الأصدقاء حول "مصعب" لالتقاط صورٍ تذكاريةٍ، لتكون شاهدة على الإنجاز رغم كل المضايقات التي يتعرض له طلاب العلم أصحابُ العزائم، والفكر السويِ السليم. هدوء ساد بيت "مصعب" بعد حفلٍ ضجَّ بالمباركة والدعاء له بالتوفيق، لكن هناك من أبى أن يعكّر صفو العائلة السعيدة، فدقّ البابُ وأحدث صوتاً مرعباً، تفاجأ مصعب وعائلته من فعل الطارق. [title]تفاصيل التهنئة السلطوية [/title] أبت خفافيش الليلِ الجبانة إلا أن تغرسَ مسمارَ نكدٍ وسط القلوب الفرحِة بتخرج ابنها، فدقوا الباب الرئيسي لمنزل "مصعب" ببساطيرِهم ، وحاولوا خلعه بقوة، دخلوا غرفتـه، وفتشوها تفتيشاً دقيقاً، وصادروا ذاكرة الكاميرا الخاصة به والتي تحتوي صوراً تذكارية لحفل التخرج. واستكمالاً لمسلسل التهنئة السلطوي، صادروا هويته الشخصية وذاكرة تحتوي على بياناتٍ مختصة بشئون الأسرى، وبعض الاسطوانات الخاصة بمشروع التخرج، ورخصة السياقة. دون زيٍ رسمي، وبلا مذكرة ضبط أو تفتيش، اقتحموا البيت واعتدوا على حرمته، وسط صراخٍ همجيٍ، من أبطال التنسيق الأمني، أسودٌ على شعبهم، أرانب في مواجهة العدو الإسرائيلي. [title]مصعب يرد على التهنئة [/title] "عزيزي الأمن الوقائي .. شكراً على مباركتك لي بالتخرج على طريقتكم الوقحة التي لطالما أذقتهم الشعب مرارتها" بهذه الكلمات رد الخريج الفلسطيني مصعب على اقتحام الوقائي لبيته، بعد تخرجه بساعات. وتابع وكأنَ الشرر يطير من عينيه غضباً " السلطة لا تحترم قدسية البيوت وحرماتها، والتاريخُ كبيرٌ ويسجلُ، وعقلي لن ينسى ما حل بي ليلة تخرجي. [title]رسالة إلى أمي [/title] "أم مصعب" التي احتضنت ابنها بعد تخرجه، واستقبلته بدموعِ الفرحة والأمل، سكبت أيضاً في ذات الليلة، دموع الألم والحسرة والحزن على الطريقة القذرة التي مارستها السلطة في هجومها البربري على بيتهم الآمن السعيد بتخرج ابنها. هرَب من جحيمِ الأمن الوقائي الذين كانت لهم ذكريات مهينة مع الاحتلال الإسرائيلي عندما اعتقل الأمين العام للجبهة أحمد سعدات، الذين لا يستأسدون إلا على شعبهم، موجهاً رسالة إلى أمه التي بعُد عنها قسراً "عذراً أماه فأنا أطلب منك وأنا بعيد قسراً عنك في هذه الليلة التي كانت تعمها الفرح والسرور، أن تكفكفي دمعك وأن ترسمي البسمة على شفاهم، فنحن راضون بقدر الله".