18.02°القدس
17.74°رام الله
16.64°الخليل
22.81°غزة
18.02° القدس
رام الله17.74°
الخليل16.64°
غزة22.81°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: مبادرة الجبهة الشعبية والطاولة المستديرة

لا شك أن كل جهد لتوحيد الصف الفلسطيني هو جهد مشكور، سواء أحقق الهدف أم لا، ومن ذلك مبادرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي أطلقتها أول أمس من أجل وضع حد للانقسام، وحل كل المشاكل التي يواجهها شعبنا، قبول المبادرة والتعاطي معها أو رفضها شأن طرفي الخصام حماس وفتح، أما نحن المتابعين فندرس المبادرة من زوايا مختلفة، ونضع ما نصل إليه أمام المواطنين والمعنيين وأمام أصحابها، وقد يستفيد من ذلك من أراد. المبادرة تشتمل على ثلاثة أقسام رئيسة، وهي: البيئة الملائمة للحوار، وآليات العمل، ثم الخاتمة، وأنا سأبدأ ملاحظاتي من البيئة التي خرجت فيها المبادرة، فلم تكن بيئة ملائمة لإطلاق مبادرة لتوحيد الصف الفلسطيني، فالمبادرة لا يمكن صياغتها في مدة زمنية قصيرة، وهذا يعني أنها كانت موجودة حين دعا القيادي في الجبهة الشعبية النائب جميل المجدلاوي إلى العصيان المدني في غزة قبل أيام، وهاجم فتح وحماس، ولا أعتقد أن من الحكمة أن تضع نفسك طرفًا ثالثًا في صراع، وأنت تمتلك مبادرة شاملة _حسبما تقول_ لإنهاء كل المشاكل، إلا إذا كنت ترى المبادرة خطة بديلة عن محاولة إثارة الشارع الفلسطيني أو داعمة لها. أما القسم الثاني _وهو "آليات العمل"_ فقد لمح إلى "مظلومية اليسار"، ويظهر ذلك برفضه الثنائية، ومطالبته بانتخابات على أساس التمثيل النسبي الكامل، وظهرت فيه عقدة اليسار من الأغلبية التي حصلت عليها حماس في انتخابات المجلس التشريعي، فضمنت المبادرة مصطلح "الطاولة المستديرة"، التي لا تعطي الحق لأحد فوق حقوق الآخرين. ما زلت أذكر أنه في الاجتماعات الأولى للمجلس التشريعي المنتخب أظهر اليسار الفلسطيني امتعاضه، ورفضه استغلال حماس حصولها على الأغلبية في المجلس التشريعي، وهذا يشير إلى أن اليسار لم يحتمل حماس ولا خيار الشعب الفلسطيني عدة أسابيع، مع أن اليسار وباقي فصائل المنظمة تحكموا بشعبنا عشرات السنين باسم "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، الصفة التي منحتها جامعة الدول العربية للمنظمة، وهذا يؤكد أن اليسار الفلسطيني لم يستوعب بعد النظام الديمقراطي، ويريد طاولة مستديرة لا يمكن حسم أي قرار عن طريقها، وهذا خطر يهدد أي مصالحة أو وحدة قد تنشأان بناء على مبادرة الجبهة الشعبية. وأختم بمطالبة فصائل منظمة التحرير والحركات الإسلامية أن يتفقوا أولًا على مفاهيم معينة، مثل: "المشروع الوطني الفلسطيني"، و"حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني"؛ لأنني أرى أنها أصول يجب أن تكون محددة؛ حتى لا نختلف عند تفسير المبادرات والاتفاقات التي تبرم بين الفصائل الفلسطينية.