18.02°القدس
17.74°رام الله
16.64°الخليل
22.81°غزة
18.02° القدس
رام الله17.74°
الخليل16.64°
غزة22.81°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: ماذا خلف التأفف ؟!

لست أدري لماذا يتأفف المقربون من محمود عباس من دور سعودي جديد لتفعيل المصالحة الفلسطينية؟! لقد أعربت قيادات فتحاوية محيطة بعباس عن رفضها للدور السعودي بعد ترحيب قيادات من حماس بدور سعودي لتحقيق المصالحة والشراكة على غرار اتفاق مكة المكرمة، بعد تعطل المصالحة والشراكة، وبعد أن وردت إشارات سياسية جديدة لحماس عن رغبة العهد الجديد في السعودية للمشاركة في تفعيل المصالحة والشراكة الفلسطينية؟! ولست أدري لماذا ترفض الجبهة الشعبية الدور السعودي الجديد في المصالحة والشراكة الفلسطينية؟! وهي تعلم أن محمود عباس يعطل المصالحة والشراكة، ويضع عراقيل أمام أعمال حكومة الحمد الله في غزة؟! ومصر لا تضغط على عباس لتنفيذ اتفاق المصالحة والشراكة؟! ولست أدري لماذا يعدّ الطرفان ترحيب حماس بالدور السعودي على أنه تعطيل للدور المصري، مع أن حماس لم تقل هذا، ولم ترفض الدور المصري، وما زالت تطالب به، وتدعو عباس إلى التنفيذ الأمين لاتفاقات القاهرة في كل الملفات بدون استثناء أو انتقاء؟! وقالت مرارا أنها ليست بحاجة لاتفاق جديد، وإنما في حاجة إلى تنفيذ أمين وشامل لما تمّ الاتفاق عليه. نعم لقد تحدثت وسائل الإعلام أن كارتر طرح فكرته عن شراكة سعودية معه لتفعيل المصالحة الفلسطينية، وصرح كارتر عن عزمه طرح الموضوع على عباس في رام الله، وعلى حماس في غزة، وبعد هذه الإشارات الإعلامية تناوب المقربون من عباس على رفض الدور السعودي، وزعموا أن حماس تريد خلط الأوراق، وتريد اتفاقا جديدا، وتسعى لتهميش الدور المصري؟! هؤلاء يكذبون الكذبة ثم يجرون عليها تحليلا من أجلّ تسويقها كحقيقة، وينسون أن وعي الشعب الفلسطيني راشد ويميز، ويتغافلون عن أهمية الدور السعودي في الملفات العربية، ومنها الملف الفلسطيني، فهل جاء الضوء الأخضر لهؤلاء الرافضين والمتأففين من محمود عباس نفسه، أو منه مشاركة مع غيره؟! عباس يعلم نتائج التدخل السعودي لذا هو غير مرتاح له الآن ؟! وهو يعلم التغيير الذي أحدثه الملك سليمان والقيادة السعودية الجديدة في التعاطي مع الملفات العربية. إن اعتراض المقربين من عباس على الدور السعودي، يبعث على التساؤل : هل هذا يعني أنه ثمة تراجع في العلاقة بين عباس والعهد الجديد في السعودية ؟! وهل ما يقال عن تراجع في العلاقة المصرية السعودية صحيح، وأنه يعبّر عن نفسه من خلال رفض عباس للدور السعودي؟! ثمة شيء خلف هذه المواقف الرافضة. قد يكون رفض الجبهة الشعبية تقليدي لأنه ينسجم مع مواقفها التقليدية من المملكة، ولكن المثير للاستغراب هو مواقف قادة من فتح مقربين من عباس، ومن المعلوم أن السعودية ممول رئيس لموازنة سلطة عباس ؟! ثمة شيء غامض خلف الأكمة، ولكن الغموض لن يطول كثيرا، وستفضح الأعمال الأقوال الغامضة التي تختفي وراء الدور المصري في تصريحات الأطراف المذكورة آنفا. وهذا لا يضير حماس، لأن المنطق الوطني يدعو للعمل مع السعودية ومع كافة الشركاء في المساحات المشتركة التي يحبون هم العمل فيها، شرط أن تعود بالمصلحة على الشعب الفلسطيني وقضيته.