18.02°القدس
17.74°رام الله
16.64°الخليل
22.81°غزة
18.02° القدس
رام الله17.74°
الخليل16.64°
غزة22.81°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: هجوم على القدس

صعد المستوطنون الصهاينة من هجومهم على مدينة القدس المحتلة، في ظل حالة التراخي الفلسطينية والعربية، إذ استولوا على ثلاث شقق سكنية تقع جنوب المسجد الأقصى المبارك في بلدة سلوان فجر أمس، وهو ما ينذر بالمزيد من استهداف المقدسيين الذين يستغيثون بأمة المليار ونصف مليار مسلم دون جدوى. لا يختلف اثنان أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى باتا مكبلين وحزينين، فغزة والضفة الغربية غير حاضرتين في باحاته، ومغيبتان قسرًا وقهرًا؛ لتردا هجمات المستوطنين الذين يستبيحونه ويدنسونه جهارًا نهارًا. القدس لا يكون دعهما بالخطابات والتصريحات، بل بخطوات عملية حقيقية؛ للتخفيف من معاناة المقدسيين وليشعروا بإخوانهم العرب والمسلمين. تحزن القدس وتدمع كل ساعة؛ فنساء القدس يضربن ويعتقلن لمجرد التكبير في ساحات المسجد الأقصى، والمستوطنون يستبيحون المسجد الأقصى، متحدين أمة المليار ونصف المليار، دون أن تخرج ولو تظاهرة واحدة من ملايين المدن والقرى الإسلامية منددة بهذا التدنيس، والمس بأكثر الأماكن قدسية وطهارة لدى الأمة الإسلامية جمعاء. القدس والمسجد الأقصى يريدان أكثر من الشجب والاستنكار الذي يطرب له "نتنياهو"، لكن بالمقابل منظر عشرات آلاف المصلين يملئون باحات المسجد الأقصى، يوم الجمعة، ويصطفون بسلاسة ورتابة ونظام دقيق، مع وجود كثيف لجنود وشرطة الاحتلال؛ منظر يريح النفس، ولو قليلًا. ذرائع الاحتلال وحججه باطلة وتخالف القانون الدولي، ومن المضحك قول الاحتلال: إن الاستيلاء على منازل المقدسيين يأتي تنفيذًا لقرار محكمة الاحتلال إخلاء المنازل لمصلحة المستوطنين، بزعم أنها تعود ليهود يمنيين منذ القدم، فحكم لمصلحة المستوطنين بقانون "أملاك الغائبين". تشكل الصلاة في المسجد الأقصى المبارك محط أنظار، وتجمع أعداد كبيرة من المصلين من القدس المحتلة وفلسطينيي الـ(48)، إلا أن المصلين من غزة ممنوعون من الصلاة في الأقصى، والمصلون في الضفة الغربية ممنوعون أيضًا، وهو ما يشكل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الذي يمنع المس بحرية العبادة أو انتهاكها. حتى الصلاة في المسجد الأقصى المبارك يجب أن يحصل الفلسطيني على تصريح لها، والمقدسي يجب أن يفتش وتحجز بطاقته الشخصية، وكذلك النفحات الإيمانية في باحات المسجد الأقصى؛ باتت بحاجة لتصريح لها. على كل من يدعي حب القدس والمسجد الأقصى أن يقدم شيئًا لمدينة القدس وتعزيز صمود أهلها، ولا يكون ذلك بالشجب والاستنكار الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، أضعف الإيمان الدعاء بالصبر والثبات لأهالي القدس، وتسليط الأضواء على معاناتهم، من تهويد للمقدسات، وتهجير وطرد، وهدم للمنازل، وملاحقة طالت حتى أطفالهم، وسجنهم جهارًا نهارًا. أهالي القدس، والمرابطون والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك بحاجة ماسة للدعم، بكل السبل والطرق، عاجلًا، ولا يجوز ترك القدس والمسجد الأقصى والمرابطات فيه لقمة سائغة لشرطة الاحتلال. الأولوية القصوى والعاجلة للعرب والمسلمين هي تحرير القدس من دنس الاحتلال البغيض، ولذلك وجب على كل مسلم ومسلمة المسارعة إلى دعم القدس وأهلها، الذين يستصرخون الأمة الإسلامية صباح مساء، فهل من مجيب ومغيث هذه المرة؟!